11 سبتمبر 2025
تسجيلكالعادة تناقض الرياض أقوالها، وما ( تتعنتر ) به في تصريحاتها ( تُقزمها ) أفعالها !. بالأمس خرج الرئيس أردوغان بخطاب أعتبره شخصيا الأقوى والأكثر حدة من تصريحاته السابقة والتي خرجت بصورة مهادنة بعض الشيء ليعود الرئيس التركي ويكشف عن جانب من وجهه الذي لم يبدُ راضيا عن تصرفات الرياض الصبيانية وهي الكلمة التي وصف أردوغان بها تصريحات السعودية الأولى في ادعاءاتها بأن الصحفي جمال خاشقجي دخل القنصلية في اسطنبول وخرج منها بعد مضي 20 دقيقة من دخوله، بل إنه قال عنها أيضاً إنها ادعاءات طفولية ولا ترقى لأن تكون أقوال دولة بحجم السعودية! بالإضافة إلى طلبه من السعودية إحضار الـ 18 متهما الذين اعترفوا بقيامهم بهذه الجريمة المروعة على أرضه للمثول أمام القضاء التركي بما أن الجريمة وقعت على أرض اسطنبول، لكن الرياض تعلم أن حضور هؤلاء المتهمين إلى تركيا يعني إدانة مباشرة لولي العهد السعودي وأن جلسة تحقيق صغيرة مع أصغر واحد منهم كافية لأن يوجه القضاء التركي وخلفه العالم بأسره أصابع الاتهام مباشرة لمحمد بن سلمان في كونه الآمر الفعلي لهذا الجريمة التي تهز العالم رغم مضي ما يقارب الشهر من ارتكابها، وخرج لنا الوزير المتلعثم عادل الجبير ليقول إن المتهمين مواطنون سعوديون وسيحاكمون في بلادهم في إجابة غير مباشرة لطلب أردوغان مثولهم أمام قضاء بلاده، فهل تمثل الرياض بهذا التصريح المتعنت مفهوم التعاون مع تركيا والذي جاء على لسان كبيرهم محمد بن سلمان ؟!، ولم تخاف السعودية من مثول هؤلاء أمام المدعي العام الجمهوري التركي إن لم تكن واثقة أن مثولهم يعني حكما بالإعدام الأخير على وجود دولة تسمى السعودية ؟!. على الجانب الآخر من هذه القضية الشائكة التي وضعت الرياض نفسها بين فكي الإدانة القوية والبراءة المتخلخلة كان هناك غزل واضح تحاول الرياض به أن تخفف من شدة النقد الدولي عليها وارتأت الرياض أن تكون الدوحة الباب الذي ستحاول من خلاله تخفيف هذا الضغط من خلال حلحلة الأزمة المفتعلة ضد قطر، وأنها مستعدة للحوار كما تريد قطر ولذا تحاول الأذرع الإعلامية السعودية الخفية في ( تويتر ) تمرير مقطع فيديو قديم لأول الأزمة حينما اتصل ولي العهد السعودي بسمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله وأظهر «مبس» كاذباً ترحيبه بالحوار الذي دعت له قطر وبفعل فاعل سعودي بلا شك تحول المتصل إلى مستقبل له وأظهروا بكل فبركة ليست جديدة عليهم أن الشيخ تميم هو من بادر بالاتصال آنذاك، واليوم يعود هذا المقطع المفبرك ليبدو جديدا وأن أمير قطر لا يزال يسعى لحوار مع دول الحصار ليخدم بشكل ما الهرولة السعودية نحو الصلح مع الدوحة وحين يتحقق سيبادر هؤلاء إلى القول بأن الرياض وأبوظبي لم تسعيا للصلح بقدر ما كانت تريده قطر وهذا المقطع القديم الذي يبين كذباً اتصال الشيخ تميم بولي العهد السعودي إنما هو البداية الحقيقية له، فهل شاهدتم دناءة أكبر من هذه وفبركة ليست بغريبة عن أهل الفبركات أعظم من تلك وتخطيطا خبيثا أشد من هذا؟!، ولكن وقبل أن يفكر محمد بن سلمان بعتق رقبته التي لا يبدو أنها ستكون بمنأى عن الخناق الذي يطوقها اليوم من العالم فإن قطر اليوم ليست التي كانت عليه قبل الخامس من يونيو من العام الماضي وليست تلك الآمنة المستكينة التي باغتها جيرانها وأعلنوا ضدها الحصار وحاولوا تطبيق سياسة التجويع على أهلها ومنع الدواء والغذاء عنهم، فعليه أن يعلم أن الغزل الشائن الذي حاول ولي العهد السعودي به التودد للدوحة وجس النبض لديها في اعترافه بقوة اقتصادها الذي كان محل تندر وسخرية من إعلاميي السعودية في بداية الأزمة من أنه سيهوي بعد أقل من اسبوعين من بدء الحصار لم يعد يؤثر بالدوحة، ولا تنتظره الدوحة ولا يزيد من قوتها شيئاً. ◄ فاصلة أخيرة: المصيبة أن يجتمع الغباء مع الغرور في شخص يدمر العالم ويظن نفسه مالكا له!. [email protected]