23 سبتمبر 2025

تسجيل

اللقاء المنتظر.. في حصار قطر

29 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يختلف اثنان على أن مقابلة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم في برنامج الحقيقة على تلفزيون قطر يوم الأربعاء 25 /10 /2017 كانت في مرصد الانتظار والترقب، ليس على المستوى الداخلي فحسب بل على المستوى الخارجي، ماذا سيقول!! وكيف ستكون لهجته!! ما هي المحاور الهامة التي سيتناولها!! وغيرها من الأسئلة التي شغلت الرأي العام وسط أزمة خليجية مختلقة، ومفتعلة لم يتوقف لهيبها السياسي والإعلامي، ومع رجل محنك سياسياً يعتبر الرقم الصعب في السياسة الدولية، حين يتحدث ينصت له، حيث الصراحة والوضوح والشفافية والثقة في قول الحق بعقلية بديهية، ولغة بعيدة عن المماطلة؛ أنّا نجدها في أمثاله من السياسيين في وطننا العربي، في زمن المجاملات والمصالح، والنفاق السياسي، والكذب الإعلامي. اتسمت المقابلة بالحكمة والهدوء والمنطق والصراحة المعهودة منه في الرّد على الأسئلة بالرغم من الضغوطات الإعلامية التي تمارسها دول الحصار الجائرة من التفنن في أساليب الكذب والتزييف والادعاءات الباطلة، الموجهة ضد دولة قطر وأميرها، والتي تستدعي المقابلة بالمثل، واستخدام اللهجة الحادة لتعرف تلك الدول الأربع الجائرة حجمها وتلتزم حدودها، وتتوقف عن أكاذيبها الإعلامية في قنواتها، فالأسلوب المتزن الذي طغى على الحوار دون تجريح بالإضافة إلى استخدام مفردات "الأخ، والشقيق" في المخاطبة، وهذه هي سلوكيات وأخلاقيات المجتمع القطري في تعامله مع أزمة الحصار التي فرضت عليه، والتي أكدّ ويؤكّد عليها سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله. كما أن ما أدلى به وزير الخارجية من حقائق تفّند الإدعاءات، الباطلة التي بَنت عليها الدول الأربع الحصار، والتي مازالت تتمادى في غيّها، دون الاعتبار للمطالبات الدولية التي أكدت ضرورة الحوار وفِي مقدمتها مساعي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة حفظه الله الذي بذل جهداً مقدراً مع جميع الدول المحبة للسلام، ورغم استجابة صاحب السمو الشيخ تميم حفظه الله لهذه المساعي الخيّرة إلا أن هذه المساعي اصطدمت بجدار التعنّت والمكابرة من الدول الأربع. وبما أن معالي رئيس الوزراء السابق وما يملكه من مخزون سياسي، ودبلوماسي كبير، وعمله الطويل في هذين المجالين لم يستخدم لغتي (التشنج، والهجوم اللفظي) تجاه الدول المحاصرة ورموزها، بل اتسمت لغته بالحوار الهادئ والعقلانية وتفنيد الحقائق بالأدلة التي يملكها من خلال خبرته وعمله في السياسة الخارجية لما يقرب من عقدين من الزمن، وفِي المقابل ـ مع الأسف ـ فإن إعلام دول الحصار والذباب الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي واصلت أسلوبها المعتاد في الكذب والادعاءات الباطلة ولم يسلم حواره في المقابلة من التعليقات السيئة والبذيئة التي تعودت عليها منذ بداية الأزمة، ينطبق عليهم قوله تعالى في كتابه الكريم: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ". ... كشف معاليه ولأول مرة من بدء الحصار عن تفاصيل خطة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها قطر من دول الحصار عام 1996، ثم التخطيط الآخر على دولة قطر للانقلاب الذي بدأ بالفبركة الإعلامية ثم الحصار الآثم فجر يوم 5/6 /2017 الذي أخطأ الهدف والوقت والاتجاه، في غياب مجلس التعاون الخليّجي وعدم تفاعله مع الأزمة بالسلب والإيجاب بالرغم من وجود آلية لفض المنازعات بين الدول الأعضاء في ميثاق مجلس التعاون الخليّجي وَمِمَّا يدعو للسخرية والاستغراب أن يصدر الأمين العام لمجلس التعاون الخليّجي المختفي عن الأنظار في الأزمة بياناً عن اليمن، وبياناً آخر عن الحادث الإرهابي الذي حدث أخيراً في البحرين، ثم حديث معالي الوزير السابق بصراحة عن الاتفاقات والمحاورات والعلاقات والأحداث المسبقة ودور قطر السياسي بشأن إيران وحماس وغزة والبحرين والمملكة السعودية بكل إسهاب ووضوح وصراحة ليضع أمام الرأي العام المشاهد والمستمع والمتابع حقائق بينّية ربما تغيب عنهم نتيجة الحجب الإعلامي الذي مارسته دول الحصار على شعوبها، بالإضافة إلى استمرارية قنواتها في تجاوز الخطوط الحمراء في ما تنقله عن دولة قطر من فبركة إعلامية لا تخلو من التضليل وقلب الحقائق كما مارسته الآن مع حوار معالي الوزير. وربما الكثير يطرح السؤال لماذا لم يتجرأ مسئول سياسّي من تلك الدول في الظهور الإعلامي لإبداء رأيه حول الحصار وأهدافه، وتفنيد إدعاءات قطر بالأدلة البينّية، والجلوس على طاولة خليجية واحدة للحوار لبتر تفاقم الأزمة ومن يقف ورائها من الدول الهادفة لزعزعة وتفتيت دول الخليج وفق مصالحها الاقتصادية والسياسية والمذهبية والجغرافية، لماذا لم يكن المقياس العقلي الذي ميز الله به الإنسان هو القشة التي تقصم ظهر البعير وتُعيدنا إلى التفكير في قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ". .. يهمنا في كل ذلك هو السؤال الذي يراود الكثير وأشغل فكرهم إلى متى الحصار!! إلى متى قطع الصلة بين الأرحام والأقارب والأشقاء!! وإلى متى يستحوذ ويسيطر الحصار على برامجنا وحواراتنا وحديثنا!! إلى متى التحريض وشراء الذمم والتجييش الإعلامي والذباب الإلكتروني وتدعيم المعارضة الخارجية بالمال، وتفعيل دور القبائل في السياسة، إلى متى تدفع الشعوب الخليجية ثمن التعنت السياسي الذي استنزف مواردها المالية والاقتصادية والأدهى استنزف طاقتها النفسية والفكرية، أليس هناك رجل رشيد ينفث التراب عن جمرة الحقيقة. [email protected]