27 أكتوبر 2025
تسجيلفي منتصف أغسطس الماضي، احتفلت الهند بالذكرى الـ 69 لليوم الوطني، الهند لديها تقليد بحري قديم وتفاعل بحري مع الخليج منذ أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد، والعلاقات القطرية الهندية ضاربة جذورها في عمق التاريخ وهناك تعاون مزدهر بين الهند والعرب خاصة مع دول الخليج العربية في مُختلف القطاعات، وتشهد الطموحات آفاقًا متقدمة ضمن الإطار الممتاز الذي وفرته العلاقات التاريخيّة والاتصالات بشكل مُنتظم على أعلى المُستويات بين جانبين. قصة نجاح الهند وتقدمها الكبير في مجال تقنية المعلومات والبرمجيات على وجه التحديد مثار اندهاش العالم؛ وهو ما يضعنا أمام هذا التساؤل: لماذا تقدمت الهند وتخلفنا نحن كعرب في هذا المجال؟ رغم أن الهند تعد من الدول النامية الفقيرة، ولا تملك من الإمكانات المادية مثلما نملك، وصورتها بشكل عام في العالم العربي مقترنة بالتخلف، وخاصة في الخليج العربي، حيث تنتشر العمالة الهندية بشكل كثيف وتعمل في المهن الوضيعة لقاء أجور زهيدة.في الهند عليك أن تحقق ذاتك بمجهوداتك، وتحقق أعظم الإنجازات في حياتك بكل تواضع وثقة. فعندما سُئلت إحدى المراهقات الهندية عن سر تفوقها قالت: "كلما زادت محاولاتي، زاد حظي".. وآخر ابن الخمسة عشر ربيعاً فقال: "يجب أن أدخل معهد الهند للتكنولوجيا، ثم أستكمل دراساتي العليا، وأعمل في شركة عالمية مرموقة".. هذا المعهد الذي يقصده هذا الصبي هو نفس الجامعة التي تخرج فيها رئيس "جوجل" الجديد الهندي "سوندار بيشاي" قبل 20 عاماً..من الظواهر الغريبة التي يتوقعها العالم المتابع للنمو الهندي في أمريكا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية بلد الديمقراطيات كل شيء فيها وارد لذا فقد بلغ طموح الهنود فيها أن أحد أبنائهم المهاجرين وفق التقديرات الحديثة سيحكم أمريكا قبل عام 2050، أي خلال جيل واحد من الآن.الآن الحديث منصبا على نبوغ الهنود في أمريكا، فمع تعيين "سوندار بيشاي" رئيساً تنفيذياً لشركة "جوجل" أصبحت كل الطرق تؤدي إلى القمة أمام أبناء أكبر دولة ديمقراطية في العالم، قصة "سوندار" تستحق النشر فهو بدأ عمله في "جوجل" منذ 11 عاماً، وكان مديراً لقسم "أندرويد" الذي يشغِّل 80% من موبايلات العالم. وعندما حاولت شركتا "ميكروسوفت" و"تويتر" اختطافه في عام 2014، رفعت "جوجل" راتبه إلى 50 مليون دولار في العام.يصل الدخل السنوي لرئيس "ميكروسوفت" المهندس الهندي "ساتيا ناديلا" 85 مليوناً، ومن المرجح أن يصل إلى 100 مليون دولار بعد المنصب الجديد، أيضا صعود "سوندار بيشاوي" إلى قمة هرم "جوجل" يثير الدهشة، فإنه ليس فرداً وحده. فقد أشارت التقديرات إلى صعود الجالية الهدنية في أمريكا بدرجة سريعة فهناك "ناديلا" الذي يقود "ميكروسوفت"، وهناك السيدة "إنديرا نويي" رئيسة شركة "بيبسي"، و"شانتاو نارايين" رئيس "أدوبي"، و"أجاي بانجا" رئيس "ماستركارد" و"فيكرام بانديت" رئيس "سيتي جروب"، ويقابله "آنشو جين" رئيس "دويتش بنك"، وغيرهم العشرات.فما الذي مكَّن هؤلاء الشباب الهنود من قيادة العالم؟ وكيف نفسر ظاهرة الهندو-أمريكية ؟ هذه المعلومات وغيرها موثقة في كتاب "عالم ما بعد أمريكا"، سنستعرض بعضها في مقالات لاحقة... وسلامتكم.