17 سبتمبر 2025

تسجيل

دور الإعلام في التنمية الثقافية

29 أكتوبر 2015

في هذا المقال، لا أتحدث فقط عن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، المعروفة بالإعلام التقليدي، ولكن أتطرق إلى وسائل الإعلام الجديد، ودورها في التنمية الثقافية. عندما أتحدث عن دور الإعلام في التنمية الثقافية في قطر، فالأمر نفسه ينطبق على الدول العربية الأخرى، مع الاختلاف في نسبة التنمية وحجم الدولة وعدد السكان، ولكن المضمون متشابه إذا أخذنا النسبة والتناسب في عملية التقييم. الجميع يتفق أن للإعلام دوراً كبيراً في تعزيز ونشر الثقافة، ولكن الواقع مختلف، حيث إن البرامج والموضوعات الثقافية نادرة لا تتعدى الصفحة أو الصفحتين في الصحف المحلية، بينما تُعد البرامج المسموعة والمرئية على الأصابع.وينتج التقصير هنا عن عدة أسباب، أولها عدم اهتمام كل من المستمعين أو المشاهدين أو القراء بالمادة الثقافية، إضافة إلى فقر المردود المادي من ناحية الإعلانات ودعم البرامج الثقافية. وهناك سبب آخر مرتبط بجودة المادة الثقافية وافتقارها للشكل الجذاب، وعدم تسويق المادة الثقافية بما يراعي متطلبات الإعلام، مع نقص في المتخصصين في الإعلام الثقافي الذين يستطيعون تحويل المنتج الثقافي إلى مادة إعلامية مقبولة لدى الجمهور. والأمر سيان في وسائل الإعلام الجديد، حيث إن دور المؤسسات الإعلامية يقتصر على إعادة نشر ما هو مطبوع أو مُشاهد بطريقة سيئة، بحيث تكون المتابعة للمواد الثقافية ضعيفة أو معدومة. وهنا لا بد من تطويرالمادة الثقافية في الإعلام الجديد، لتواكب الأدوات الموجودة في العالم الافتراضي. ومن جانب آخر؛ هناك عتب كبير على المؤسسات والهيئات الثقافية الحكومية لتقصيرها في التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة في نشر المادة الثقافية وإنتاجها وليس فقط الخبر، والمساهمة في إعطاء الدورات وإعداد البرامج في الإعلام الثقافي، حتى تساهم في تعزيز ونشر الثقافة وتطوير قدرات العاملين في الحقل الإعلامي. وأخيراً، إن التحديات والمشاكل التي تواجه المجتمع كثيرة، لذلك يجب ألا يقتصر دور وسائل الإعلام على نشر الخبر الثقافي وحسب، بل عليها المساهمة في التنمية الثقافية والمشاركة مع المؤسسات في نشر ودعم المنتج الثقافي، كما يتوجب على المؤسسات الثقافية رسم الخطط والاستراتيجيات الكفيلة في نشر الثقافة وبناء علاقة تكاملية مع وسائل الإعلام.