10 سبتمبر 2025

تسجيل

متى يمكن للمحاكم استخدام الذكاء الاصطناعي؟

24 مارس 2024

يشهد مجال القانون والنظم القضائية حول العالم ثورة كبيرة يقودها الذكاء الاصطناعي، حيث يتم استخدام نظم الذكاء الاصطناعي في المحاكم والهيئات القضائية والتحكيمية في جميع أنحاء العالم، لتطوير نظام العدالة واتخاذ القرارات القائمة على البيانات القانونية. وكما هو الحال دائمًا عند دمج التقنيات الجديدة في أي مجال، فإن التنفيذ الدقيق والالتزام الراسخ بالمعايير الأخلاقية أمران ضروريان للاستفادة من المزايا وتجنب العقبات المحتملة، في تطبيق الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سيادة القانون. إن إدراج الذكاء الاصطناعي في الإجراءات القانونية يحمل إمكانية تبسيط جوانب مختلفة من العملية القضائية، مما يجعلها أكثر فعالية من الطرق التقليدية، حيث تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات والسابقات وتاريخ القضايا بسرعة ودقة، مما يُسرّع البحث القانوني، ويساعد المحامين في إعداد المرافعات والخبراء في إعداد تقارير الخبرة ويسهل على القضاة إصدار أحكام مدروسة على وجه السرعة. علاوة على ذلك، يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير مهارات إعداد المذكرات خاصة للأفراد الذين لديهم موارد محدودة أو ممن ليسوا على دراية بالإجراءات، من خلال تقديم المشورة القانونية الآلية وخدمات إعداد المستندات والمساعدة في التنقل عبر الإجراءات القانونية وفهم الحقوق والوصول إلى المعلومات القانونية ذات الصلة. وفضلا عن ذلك، يتيح الذكاء الاصطناعي خاصية التحول نحو اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة داخل قاعة المحكمة، حيث يمكن المهنيين القانونيين، من خلال تحليل الأنماط والارتباطات داخل مجموعات البيانات القانونية، في تحديد السوابق ذات الصلة، وتوقع نتائج القضايا، وكشف التحيز المحتمل في الإجراءات القانونية، مما يعزز الشفافية والموضوعية والانصاف في المداولات القضائية والثقة في النظام القانوني. إلا أن نجاح هذا الأمر يتطلب التنقل بحذر في المبادئ الأخلاقية والأطر التنظيمية والتنفيذ الدؤوب لتجنب عدم المساواة. في النهاية، يمثل استخدام الذكاء الاصطناعي في المحاكم فرصة لإحداث ثورة في المشهد القانوني، وتعزيز نظام عدالة أكثر فعالية واعتمادًا على البيانات، ولكنه لن يكون بديلا عن القضاء أو المحامين أو الخبراء، حيث إنه يعتبر أداة يستخدمها أصحاب المصلحة لتحسين العدالة وتسهيل الإجراءات القضائية، مع الالتزام بالأخلاق وحقوق الإنسان.