28 أكتوبر 2025
تسجيلتابعتها وهى تشب وتنمو بين يدى فى كنف امها التى رعتها وساندتها حتى اكمال تعليمها ووصولها الى مراتب علمية عالية، فكانت منذ نعومة اظفارها وهى تضع الادب نصب عينيها فنهلت من علوم هذا الجانب ما جعلها تجد الابداع مسارا سالكا لصقل موهبتها، وهى تحتفظ فى مفكرتها بروائع الادب العالمى الذى يستهويها فتجمعت لديها حصيلة هائلة من المعارف ساعدتها فى بلورة توجهاتها الادبية وتوجهاتها بكتابة اعمال ادبية رائعة. من أروع ما تحصلت عليه فى مفكرتها الزاخرة بعناوين مثيرة هذه التيمة الجميلة عن "الموهبة" فهي تنقل عبارة عن الكاتب العالمى ستيفن كينغ، أحد أشهر كتاب الرواية الأمريكيين اليوم، حيث يقول فى هذه الجزئية "إن الموهبة أرخص من ملح الطعام، لكن ما يفرق الموهوب عن الموهوب الناجح هو الكثير من العمل الشاق". تورد ابنتى فى مفكرتها عن هذا الروائى العالمى الذى تعد كتبه الأكثر مبيعاً، حيث بلغ مجموع ما بيع من كتبه أكثر من 350 مليون نسخة بمختلف لغات العالم، أى ما يقرب من عدد سكان العالم العربى بأسره، ان هذا الرجل له قصة ملهمة، فقد قام بالقاء أولى صفحات رواياته فى سلة القمامة بعدما شعر باليأس وعدم القدرة على اكمالها، فأخرجتها زوجته تابيثا من سلة القمامة وأقنعته بألا يستسلم لذلك الشعور المحبط وأن يكمل العمل، فكان لها ذلك بالفعل لتكون انطلاقته فى عالم الرواية نحو النجاح والشهرة. قصة ستيفن كينغ ليس هو مرادها وإن كانت كما تقول تستحق الكتابة والحديث عنها، لكن ما كانت تريد طرحه هوعن الموهبة تقول فى مفكرتها: كم من الأطفال والشباب بل عموم الناس من حولنا امتلكوا مواهب فذة! كم من طفل رأيناه يرسم بشكل جميل ومميز! وكم من شخص رأيناه يلعب الكرة بأسلوب بارع ومدهش! وكم من شخص رأيناه يمتلك مواهب أخرى فى مجالات أخرى! بالنسبة الي، رأيت الكثير من هؤلاء، لكن كم من هؤلاء كبر أو نضج وكبرت معه موهبته ونضجت فتحولت الى نجاح وتميز بعد ذلك؟ القليل بل القليل جدا. اذاً فالمسألة لا ترتبط بالموهبة انما بمقدار العمل على تطوير هذه الموهبة ورعايتها لتحويلها الى ثمرة حقيقية وناتج مؤثر. تضيف من مفكرتها انه فى المقابل ينتشر بين كثير من الناس، وبالأخص بين بعض مشاهير "السخرية" فى شبكات التواصل الاجتماعي، وهى تسميهم كذلك لأنهم فى الحقيقة ليسوا أكثر من "مهرجين" يسخرون من أصحاب المواهب وخصوصا أصحاب المواهب المتعددة، والتشكيك والاستهزاء بهم وبقدراتهم، وهنا نلفت نظرهم الى ان المحك الحقيقى هو العمل الشاق المصاحب لتنمية وتطوير هذه المواهب ورعايتها، ومن يريد أن ينتقد بشكل موضوعى حقا أن ينظر بموضوعية الى نتاج تلك المواهب وثمراتها الابداعية. اضم صوتي إلى صوت ابنتى فاكثر مهرجى السخرية على شبكات التواصل الاجتماعى قد "شطحوا" بعيدا عن مسار الأدب والذوق العام.. تختتم بقولها ان الحال وصل ببعض الساخرين الى أن يوجه اللوم لمن لا يقبل "سخريته" بأنه لا يمتلك روحا رياضية ويضيق صدره بالنقد، وهو نفسه فى الحقيقة أبعد ما يكون عن أصول النقد بل الأدب! صح قلمك يا ابنتي.. وسلامتكم.