18 سبتمبر 2025
تسجيليجب الإدراك بأن التعليم مسؤولية الدولة، لكن التعلم مسؤولية المجتمع بالدرجة الأولى. هناك مسافة بين التعليم والتعلم، ينخرط الآلاف من أبناء الوطن في النظام التعليمي سنوياً، ولكن كم واحد من هؤلاء « تعلم» كلهم حصلوا على الشهادات. التعليم شيء والتعلم شيء آخر. التعلم هو أثر التعليم في السلوك، وهو امر يحتاج إلى ايمان من الشخص وليس فقط حصوله على الشهادة، ثم لا ترى انعكاساً لذلك على سلوكه وتصرفاته. لو كان هناك تعلم في المجتمع لتغير وتطور نحو الأفضل، ولكن هناك فقط تعليما أو نظاما تعليميا مخرجاته لا تساوي حتى ربع مدخلاته. تتعرض مرحلة التعلم بالذات إلى ضغوط من جانب النظام الاقتصادي والاجتماعي، السائد، لذلك تحتاج من الفرد إيمانا بقيمة العلم والتعلم حتى لا يتسرب نحو أهداف واغراءات أخرى. تجده خريجا أعلى الجامعات والشهادات لكنه بدلاً من أن يُغير تَغير هو ذاته باتجاه قيم أخرى ليس من بينها قيمة العلم تأثرًا بالمجتمع والنظام الاقتصادي السائد، التعلم ليس هو الاجتهاد الذاتي الانساني، كمن يقال هذا الشخص علم نفسه، هذا نوع من التعليم، لا يصل إلى مرحلة التعليم إلا اذا ارتبط بالسلوك إيجابياً، ما اقصده هو الاثر الذي يتركه التعليم في السلوك، لنحكم عليه من خلال تصرفاته ان كان متعلماً ام لا؟ الدولة تنفق على التعليم لتُخرج افواجاً من المتعلمين، ولكن فيما يتبع التي هي مرحلة انعكاس هذا التعليم على السلوك لا تقوم بنفس الدور الايجابي المطلوب منها كأن تجعل منه انعكاساً لما انفقته على الطالب من أجل انتظامه وتعليمه وتدريسه، والسبب انفصال العمل الذي هو التعليم عن القيمة التي هي أثر هذا التعليم في سلوكه لا بد من تحول العلم إلى قيمة في حد ذاته، بمعنى أن يرتبط التعليم بالتعلم والأثر بالنتيجة لتحقيق ذلك وليس مجرد شهادة، ونظام محسوبية وأفضلية وزبائنيه.