11 سبتمبر 2025
تسجيلما كدت أنتهي من كتابة المقال الذي أرسلته ونُشر بالأمس في إحدى صفحات وموقع صحيفة الشرق تحت عنوان (مبادرة أم مغامرة) تعقيبا على مبادرة اللجنة العليا للمشاريع والإرث المكلفة بتنظيم مونديال كأس العالم 2022 والقائمة على تشجيع المواطنين والمقيمين على استضافة مشجعي البطولة العالمية في بيوتهم ومجالسهم للتعرف عن قرب على كرم الضيافة في قطر وعادات أهل البلد وتقاليدهم، حتى باغتتنا خفافيش الظلام وغربان الحقد والغل على نجاحات قطر بمنشور لقي في أوله انتشارا كبيرا ومنسوبا للجنة المشاريع والإرث في آلية توزيع المشجعين على بيوت القطريين والمقيمين على حد سواء أثناء فترة البطولة، لكنه سرعان ما تبين زيفه وأنه مفبرك وكان هدفه تأليب الرأي العام على كل من شأنه أن يعارض العادات القطرية ويتجاوز الخطوط الحمراء للمجتمع المعروف بحمد الله وفضله بالتزامه ومحافظته على قيم الدين فيه، ولكن، ويعلم كثيرون قيمة حرف الاستدراك هذا في معظم مقالاتي، ما الذي شجع هؤلاء الخفافيش على الظهور نهارا جهارا والتجرؤ على صياغة هذا المنشور المفبرك وبتضمنه ما يمكن أن يقلقل راحة العائلات القطرية ويقلقهم بشأن هذه المبادرة التي فاجأت في المقابل المواطنين بغرابتها وتطفلها على طبيعتهم القائمة على خصوصية البيوت ومحدودية التعامل بينهم وبين أي غرباء يمكنهم أن يكونوا في يوم من الأيام من قاطني هذا المنزل نفسه؟! وهو سؤال يجب أن نواجهه بكل عقلانية وواقعية في أن المبادرة التي يمكن أن تتحول لمغامرة لها آثارها التي لم نكن يوما نرجوها أن تفتح بابا مواربا ليتجرأ مثل هؤلاء على استغلال ثغرات من خلاله فيزيدوا حطبا على النار أو يلقوا في بطنها زيتا، فيضاعفوا من ذلك القلق الذي لا تزال شريحة كبيرة من أهل قطر يشعرون به بعد إطلاق هذه المبادرة التي لم يُعلن عن ضوابطها وشروطها إلا وقد تفشى عنوانها الكبير المبهم منصات التواصل الاجتماعي من جانبها السلبي، وشعر كثيرون بأنها دخيلة عليهم من حيث عدم جوازها شرعا أو تناسبها مع عاداتهم وتقاليدهم كمجتمع محافظ، ولا يزال يسعى للتمسك بتلابيب هذه المحافظة التي تواكب بشكل متوازٍ انطلاق البلاد لاستضافة محافل دولية كبرى أهمها كأس العالم 2022، ولا يغلب أحدهما على تأثير ونجاح الآخر وحتى وبعد أن اُعلن عن ضوابط وشروط هذه البادرة لا تزال فئات كبيرة ومتنوعة من أهل قطر يرون منها جانبها السلبي التي ظهرت عليه، وهي لاتزال تلبس طاقية الغموض ويعبر كثيرون عن رفضهم لها، رغم أن بوادرها قد لقيت ترحيبا في عدد المسجلين فيها على رابط التسجيل الذي رافق إعلانها، ممن وجدوا أنها فرصة لتبادل الثقافات بين الشعوب وإظهار الضيافة القطرية على أصولها وكما يحب أصحابها أن تخرج للعلن، خصوصا وأن المونديال سوف يفد إليه مئات الآلاف من المشجعين من كافة دول ومناطق العالم، وسوف تكون قطر حينها بلدا لا ينام لا ليلا ولا نهارا بفضل هذا المونديال الذي تشرفت الدوحة باستضافته منذ ما يقارب اثني عشر عاما فرحنا آنذاك حتى البكاء، وتملكنا فخر عميق لا يزال مغروسا في قلوبنا إزاء هذا الإنجاز الذي واجهته تحديات عظيمة طوال أكثر من عقد من الزمان في محاولات تنحية قطر عن الاستضافة، وزج اسمها في تهم باطلة تتعلق بالرشاوى والفساد انتهت كلها في مزبلة التاريخ المهملة، وظل اسم دولة قطر براقا وشفافا ونزيها لأننا نعلم أننا تصدرنا الواجهات ودلفنا من الأبواب الرئيسية لطلب الاستضافة، وليس الأبواب الخلفية في الشوارع المظلمة، ونعلم بأن الاستضافة جاءتنا استحقاقا وجدارة لا فضلا ومنة، ولذا فيجب من نفس هذه البوابة أن نحافظ على قيم دولتنا المستمدة أولا من قيم الدين الإسلامي الكريم ومن ثم بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي تجعلنا اليوم وأمام هذه المبادرة ما بين شد من آثارها وعواقبها الوخيمة والمرتقبة وجذب للجوانب الحسنة منها إن وجدت.. فاللهم اكتب الصلاح لبلادنا، وجنّبها ما ظهر من الفتن وما بطن!. [email protected] @ebtesam777