10 سبتمبر 2025
تسجيلفي الرابعة من فجر يوم السبت 14/9/2019 قامت طائرات مسيرة باستهداف منشأتين تابعتين لشركة أرامكو في منطقتي بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية بالسعودية، أدى إلى اشتعال عدد من الحرائق أجبرت السعودية على ايقاف إنتاج، وتصدير النفط. والسؤال: من الذي قام بالتفجيرات؟ الملاحظ من هذه التفجيرات، بناءً على الصور الجوية التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن الإصابات دقيقة جداً، ومثل هذه الإصابات لا تتحقق إلا بوجود: 1. تكنولوجيا عالية المستوى. 2. رؤوس حربية ثقيلة ذات قوة تدميرية عالية لا تستطيع حملها إلا أنواع محددة من الطائرات المسيرة. 3. دقة عالية بالاستطلاع والتجسس وتصنيف الأهداف. 4. أقمار صناعية عسكرية لتوجيه ومتابعة الطائرات المسيرة وهذا يفسر اصابة الأهداف في وقت واحد وبمواقع مختلفة. 5. تعتيم كامل على الدفاعات الجوية السعودية المتطورة في الكشف والتصدي للطائرات المسيرة. وبعد استعراض القدرة العسكرية الإيرانية، يتضح جلياً أن إيران ليست الدولة التي تملك تلك المقومات. ولهذا، وبحسب خبرتي في هذا المجال، فإني أستبعد قيامها بالتفجيرات. إذاً، من الذي قام بهذا العمل الذي قد يجر المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة. ولمعرفة ذلك لابد من البحث عن المستفيد. إن المستفيد، حسب وجهة نظري، هم أحد هؤلاء الأربعة، منفصلين أو قد يكونون مجتمعين، وهم إسرائيل، و/أو الإمارات، و/أو أمريكا، و/أو السعودية. ونأتي لقياس مدى الاستفادة. أولاً: إسرائيل: تحاول إسرائيل أن يكون لها وجود عسكري في الخليج، لهذا فهي تحاول أن تكون جزءاً من التحالف لحماية الملاحة في الخليج، وتحقق لها ذلك بعد عملية التخريب التي تعرضت لها الناقلات النفطية في بحر العرب. والآن الفرصة سانحة لتبرز نفسها بأنها مع السعودية لردع أي هجوم إيراني عليها، وسوف يلي هذه الحركة تطبيع كامل في مختلف أوجه النشاط العسكري والاقتصادي. إنه من المهم لإسرائيل أن تصبح كإحدى دول المنطقة، وهذا يعني العيش بأمن وسلام مع جيرانها من الدول العربية، وهذا سيقود إلى تحالفات وتجارة بينية وسياحة واستثمارات متبادلة. وها هو وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد على "أن التطبيع الإقليمي مع الدول العربية وخصوصا الخليجية، سيؤدي إلى إضافة دخل سنوي لإسرائيل يقدر على الأقل بـ 45 مليار دولار" ثانياً: أمريكا: دونالد ترامب يواجه ضغوطاً متزايدة من مجلسي الشيوخ والكونجرس لعلاقته المشبوهة، ودفاعه المستميت عن حكام السعودية. ولهذا، ومع انطلاق الانفجارات، صرح بأهمية وقوف بلاده مع السعودية تنفيذاً للاتفاقية التي وقعها الرئيس روزفلت مع الملك عبدالعزيز (عرفت باسم اتفاق كوينسي)، والتي تنص صراحة على توفير أمريكا الحماية غير المشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة. هذا أسكت المجالس الأمريكية عن السعودية مؤقتاً. وبما أن الرئيس الأمريكي يخطط لحملة انتخابية قادمة، نجده يسارع بالاتصال مع ولي عهد السعودية (وليس مع ملك السعودية)، عارضاً عليه "استعداد بلاده للتعاون مع السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها وذلك مقابل أن يدفع". طبعاً مثل هذه المبالغ لن تكون بسيطة، ومن المتوقع أن تزيد عن الترليون دولار، وهذا، في صيغة الانتخابات، وظائف أكثر للأمريكان الناخبين. ثالثاً: الإمارات: معروف للعالم (ما عدا السعوديين) حقد الإماراتيين على آل سعود وأنهم يتمنون زوالهم بأسرع وقت ممكن. ولهذا عملت الإمارات على استنزاف السعودية فأدخلتها في حروب، ونزاعات، في الكثير من الدول الخليجية والعربية والإسلامية. ولهذا شاهدنا الشجب الخليجي والعربي والإسلامي لتفجير بقيق وخريص ضعيف جداً لعدم رغبة الدول بالاصطفاف مع السعودية. وها هو أحد المحسوبين على نظام الإمارات يغرد في تويتر قائلاً "لن نسامح أمراء السعودية الذين احتلوا واحة البريمي وانتهكوا حدودنا، سنقاتل من أجل أراضينا حتى لو تطلب الأمر التحالف مع إيران". الإمارات تملك الأسس لتنفيذ مثل هذا العمل: أولها: وجود المخطط الهارب من فلسطين والمعروف بأخطبوط المؤامرات في الشرق الأوسط، مع جيشه المكون من المرتزقة الأمريكان، وفرق مليشيات في دول متفرقة. ثانيهما: شركة بلاك ووتر، وهي تعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في أمريكا وفي نفس الوقت أخطر منظمة سرية في العالم تملك من الأسلحة والمعدات الحربية المتطورة الشيء الكثير. وهذه الشركة تعاقدت مع أبوظبي، أس البلاء، لتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإماراتي، واحتواء الاحتجاجات الداخلية. ومن خلال أبوظبي نجد أن شركة بلاك ووتر أصبح لها تواجد قوي في العديد من الدول العربية بهدف تنفيذ أجندة ولي عهد أبوظبي. لقد حاولت الإمارات جر السعودية، عدة مرات، للمواجهة المباشرة مع إيران ولكنها فشلت، ويعتبر تفجيرا بقيق وخريص فرصة مواتية لتلك المواجهة. رابعاً: السعودية: لقد أصبح الضغط كبيرا على ولي عهد السعودية بسبب مقتل خاشقجي، والحرب في اليمن. وفي الأسابيع الأخيرة بدأت المطالبة من محامي ضحايا 11 سبتمبر بكشف اسم المسؤول السعودي الكبير الذي سهل تفجير برجي مبنى التجارة الدولي بأمريكا. إنه من المعروف أن البرجين قد تم تفجيرهما بواسطة عناصر من القاعدة غالبيتهم من السعودية، ومن المعروف أن الملك سلمان بن عبدالعزيز (أمير الرياض في تلك الفترة) كان رئيس هيئة دعم وجمع الأموال لصالح الجهاد في أفغانستان. أي أنه عمل كركيزة للدعم المالي الذي كان يصل للقاعدة وأفرادها. ولهذا فإنه من غير المستبعد أن يكون هو المسؤول السعودي الكبير المطلوب الكشف عنه. إنه من المعروف أنه عندما يشتد الضغط على موضوع يجب خلق منطقة شد بعيداً عن الحدث الأصلي. ودسائس السعودية في مثل هذه الأمور يشهد بها التاريخ. وفي الختام، وبحسب ما أرى، أن لا إيران ولا الحوثي قاما بعملية التفجير في بقيق وخريص، بل التفجير حدث من جهات تعلمها كل من أمريكا والسعودية، وربما انطلقت تلك الطائرات من مكان من داخل السعودية، أو من منطقة تقع تحت سيطرة أحد تلك الأطراف الأربعة. ولهذا نقول للسعودية كما قال لهم أخي ناصر الدويلة في مقابلة تلفزيونية "ابلعوها واسكتوا"، وليس هنا مجال لأي عنترية. فمحاربة إيران يعتبر شكلا من أشكال الانتحار، ليس للسعودية فقط ولكن لسائر دول المنطقة، والمشكلة أن عسكريا سعوديا أحمق يقول "سنمحو إيران بساعات قليلة"، ونقول له عين خير، فقد سبقك ولي عهد السعودية بقوله "إننا نستطيع أن نجتث الحوثيين في أيام قليلة". ومحاولة اجتثاث الحوثيين بدأت في 25/3/2015 ولا تزال السعودية حتى يومنا الحاضر (أي بعد أكثر من أربع سنوات) لم تحقق أي نصر على الحوثيين. والفرق كبير جداً بين إمكانيات إيران العسكرية والبشرية بالمقارنة مع الحوثيين. وأحمق سعودي آخر يخرج علينا بفيديوهات يقول فيها "إن الطائرات المسيرة انطلقت من دخان في دولة قطر". ولو يعلم هذا الأحمق أن دخان منطقة نفطية، ومثل هذا النشاط قد يسبب أضراراً كبيرة بالمنشآت النفطية. وفي نفس الوقت هناك عشرات الآلاف من الجنسيات الآسيوية في منطقة دخان، وكل واحد منهم يحمل جواله بيده، ويمكنه أن يصور أي شيء تقع عليه عيناه، فما أعتقد أن مثل هذا الحدث سيفوتهم تصويره. وفي الأخير: إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. والله من وراء القصد ،، [email protected]