17 سبتمبر 2025

تسجيل

لا أهلاً ولا سهلاً بك وبأمثالك

29 سبتمبر 2016

لم تَكُن ردة فعل أهل قطر، ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة أمراً مستغرباً، في عدم الترحيب ورفض واستنكار الدعوة التي وجهها أحد مراكز التدريب في قطر لداعية الفتنة المدعو حمد العتيق، الذي مارس طوال السنوات الماضية هجوماً شديداً وافتراءً على قطر، في العديد من الصحف ووسائل الإعلام المختلفة! استغل هذا الرويبض الذي يدّعي أنه من الدعاة وأولي العلم علاقته الجيدة ببعض صحف وقنوات الإثارة والفتنة، في أكثر من مناسبة للتهجم على قطر والإساءة لقادتها ولسياستها الثابتة، ومارس أيضاً مهارته في الكذب وتأجيج اختلاف الرؤى بين دول مجلس التعاون والدول العربية، في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة من علمائها ومفكريها وعقلائها لرأب الصدع بين حكامهم وشعوبهم، في وقت الأزمات والتقريب بينهم، وبذل الجهود لتآخيهم ووحدتهم، انطلاقاً مما دعانا إليه المولى عزوجل: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً" (103 آل عمران).. ولو عدنا إلى العديد من لقاءاته؛ لوجدناها تحمل في طياتها نهجاً يدعو إلى التأليب على الدول والشعوب، والتنجيم بما لا أصل له أبداً، ولا يتقبله عقل، لأنها ببساطة تدور في فلك الإساءة والطعن في الدول وسياساتها ونهجها، ،مما ارتضته شعوبها، فكيف لمن يدّعي الحكمة والعلم أن يحشر أنفه في سياسات دول، وهو لا يحمل في جعبته أي رؤية أو علم، يتعلق بأنظمة الدول وسياساتها، ثم أليس حرياً به أن يجتهد في الجوانب الشرعية الدينية؛ فتكون حاله كحال العديد من الدعاة الذين يجوبون العالم طول وعرضاً، لنشر هذه الدعوة، وهذا الدين بين الناس وتثقيفهم بأمور دينهم ودنياهم؟!! ولكن يبدو أن هَواه ومبتغاه اكتساب الشهرة والمال عبر الطعن في الدول والحكام!! ومما يثير حفيظتنا في حقيقة الأمر قيام هذا المركز، بدعوة هذا الرجل دون التحقق من خلفيته ومنهجه ورؤيته، التي من البدهي على هذا المركز، أن يكون على علمٍ به، فإن كان هذا المركز على علمٍ بما تناوله هذا البوق من إساءة لقطر، فإنها تعتبر إدانة لهم وتعدياً ومشاركة في الجُرم بالمساس بسمعة المهنة، التي يمتهنونها من خلال استضافتهم لمن روّج للأكاذيب والافتراءات على "الدولاة"، ومن هنا فمن الواجب أن يُسحب ترخيصها، ويُقدَّم القائمون عليها للقضاء!فاصلة أخيرةليس من المعقول أن يُكرَّم ويُبجل من يسيء لبلدنا، بتوجيه دعوة له أو يُنصّب في وظيفة مرموقة، وكأن قطر مجرد جدار ورقي، وأهله مجموعة من السُذّج الذين يتغاضون عن الإساءة لوطنهم ولرموزهم!! بل علينا أن نُلقن ـ من تُسوّل له نفسه الإساءة لوطننا ـ درساً لا ينساه، وبأن نعلنها مدوية، بأننا لا نتشرف به، ولا بأمثاله، وبأنه لا أهلاً ولا سهلاً بهم!