14 سبتمبر 2025

تسجيل

اتفاقية أوسلو... من الكارثة إلى اللعنة! (1)

29 سبتمبر 2015

13 سبتمبر2015 مرّت الذكرى 22 لاتفاقيات أوسلو المشؤومة.إنها أول اتفاقيات (عددها8) رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس. وشكلّ إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية و "إسرائيل"، التزمت بموجبها الأطراف بالآتي (بالترتيب):- التزمت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسها ياسر عرفات بحق دولة "إسرائيل" في العيش في سلام وأمن. والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يؤسس لحقبة خالية من "العنف"، وطبقا لذلك فإن منظمة التحرير تدين استخدام "الإرهاب" وأعمال "العنف" الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق الوطني للتماشى مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها. ومنع انتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين.- قررت حكومة "إسرائيل" على لسان رئيس وزرائها إسحق رابين: أنه في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية تلك... الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.- كما وجه ياسر عرفات رسالة إلى رئيس الخارجية النرويجي آنذاك يوهان هولست يؤكد فيها: أنه سيضمّن بياناته العلنية موقفا لمنظمة التحرير تدعو فيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى: الاشتراك في الخطوات المؤدية إلى تطبيع الحياة ورفض العنف والإرهاب والمساهمة في السلام والاستقرار... والمشاركة بفاعلية في إعادة البناء والتنمية الاقتصادية والتعاون.وينص إعلان المبادئ على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية) في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات...يتم خلالها انتخاب مجلس تشريعي..على طريق الوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338.. بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.وقد نصّت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية لاحقا، بما فيها... القدس، اللاجئين. المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.... فهذه سيتم التفاوض عليها بين الجانبين مستقبلا.- تبع هذه الاتفاقيات المزيد من الاتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات مثل اتفاق غزة أريحا. وبروتوكول باريس الاقتصادي اللذين تم ضمهما إلى معاهدة تالية سميت بـ أوسلو 2.إنه الاتفاق الكارثة، والذي لابد من أن تتضافر الجهود لتعبئة رأيٍ عام فلسطيني وعربيّ دائم...من أجل تمزيقه كما سبق وأن مُزّقت كلّ المعاهدات الاستعمارية الظالمة التي فرضت على أقطارنا العربية بعد الحرب العالمية الأولى.