13 سبتمبر 2025
تسجيلساهم القرار الدولي الجديد الملزم للنظام السوري بالتخلص من أسلحته الكيميائية بإضفاء الشرعية عليه من جديد رغم ما قام به من مجازر بحق الشعب السوري على مدى عامين ونصف وآخرها ما قام به من جريمة شنيعة بسلاحه الكيماوي في غوطة دمشق وأسفرت عن مقتل أكثر من 1300 سوري أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ!! هذا الاعتراف الأممي الجديد تعزز بعد مشاورات مكثفة ومفاوضات بين الطرفين الروسي والأمريكي أسفر عن صفقة تخلي النظام السوري عن أسلحته الكيمياوية بعد أن أوشكت الولايات المتحدة الأمريكية على القيام بتوجيه ضربة عقابية للنظام ليس تعاطفاً مع الشعب السوري وإنما خوفاً على تعرض حليفتها إسرائيل لأي خطر من جانب هذا النظام رغم أنها على مدى عقود طويلة لم تتعرض لأي رصاصة من هذا النظام الذي يدّعي بأنه رمز للمقاومة والممانعة!! هذه التطورات تؤكد أن تخليص الشعب السوري من نظامه المجرم لن يحدث تحت غطاء دولي طالما أن المصلحة هي المحرك الأساسي لأي عملية سياسية وهي دائما التي تحفز على إبرام الاتفاقيات المبنية على المصالح وليس على المبادئ!! فلو نظرنا إلى العديد من الصراعات التي حدثت عبر الأزمان والعصور لوجدنا أنه ما من نظام مجرم إلا وتتم إدانته بشكل صريح ويُسهم الجميع في إسقاطه لأنه يعتبر ليس خطراً على بلاده التي يحكمها وإنما حتى على المجتمع الدولي بأكمله، إلا أن الوضع في سوريا اختلف كثيراً فبعد مقتل أكثر من مائة ألف سوري لا يزال هذا النظام يتمتع بشرعية دولية ويتلقى دعماً إقليمياً ودولياً وله حليف يقف رادعاً لأي قرار إدانة لجرائمه في الأمم المتحدة!! ما اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة من قرارات شائنة تجاه الشعب السوري من شأنها أن تزيد من غطرسة هذا النظام الذي كتبت له الأمم المتحدة شهادة ميلاد جديدة لكي يعيد ترتيب أوراقه وبدعم دولي للأسف للتحكم فيما فقده من شرعية على معظم أرجاء سوريا، وهذا يعني أن الضوء الأخضر مُنح له من أجل إكمال مسيرته الدموية للقضاء على الشعب السوري بأكمله لأنه قرر يوماً وقوفه ضده في ثورة شارك فيها الجميع دون استثناء طلباً للعزة والكرامة. من هنا يتيقن الجميع بأن خلاص هذا الشعب العظيم من نظامه المجرم لن يحدث أبداً إلا بسواعد أبنائه المخلصين وبدعم أشقائهم من الدول العربية والإسلامية وخاصة دول الخليج، فوالله إن ابتغينا النصرة والعزة من المجتمع الدولي "مجتمع المصالح والتآمر" لن يكتب الله لنا النصر وستنزل علينا الذلة والمسكنة التي نحن في الأساس نعيشها ونستظل بها!! فلزاماً علينا ألا نلتفت لهذه المفاوضات الأممية الهزيلة التي يُبتغى منها تثبيط همم المجاهدين على الأرض وإطالة أمد هذه الأزمة حتى لا يسقط هذا النظام الحامي لحدود إسرائيل، فالنظام ساقط لا محالة ولكن الجهود الأمريكية والروسية تسعى بكل ما تملك من جهود لإنعاشه لكي يظل هو المسيطر على السلطة في سوريا، ولكن يأبى الله إلا أن تكون الكلمة العليا لعباده الموحدين حتى تتحقق العدالة والنصر لهذا الشعب الأبي. فاصلة أخيرة: غزل وتقارب أمريكي إيراني غريب، يدعو دولنا إلى التوجس خيفة مما قد يحدث في المستقبل القريب!..