28 أكتوبر 2025
تسجيليا لَلهول لقد تحرك الجميع معلناً رأيه تجاه التحرك الفلسطيني من أجل قبولهم كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فالكل تهيأ وخاصة من الدول التي لها نفوذ عالمي من أجل إحباط هذا التوجه، لأن إسرائيل تمانع ذلك ولا ترضى أن تكون هناك دولة ضمن الدول المنتمية للأمم المتحدة، مع أن كل القرارات التي صدرت من تحت هذه القبة، تؤكد أن تكون هناك دولة اسمها فلسطين بجوار دولة إسرائيل التي فرضت منذ عام ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف، ولكن إسرائيل ترى أن لا دولة اسمها فلسطين إلا برضاها وحسب ما تريد لها من وجود وكيان، حيث ترى أن دولة فلسطين يجب أن تكون تفصيلاً اسرائيلياً لا دولياً يجبر اسرائيل بالالتزام بتلك القرارات الدولية، كما تلتزم كافة الدول بذلك عندما يتخذ قرار في الأمم المتحدة تجاه أي عضو فيها، إلا إسرائيل تجد نفسها غير معنية بتلك القرارات إلا التي ترى أنها في صالحها مائة بالمائة، وإلا لم هذه التحرك واستقطاب أكبر الدول قوة بجانبها لكي تقف في وجه قيام هذه الدولة التي لا ينكر العالم ضرورة قيامها، وانضمامها للأمم المتحدة التي لم تفلح حتى الساعة في اتخاذ أي قرار بشأن هذه الدولة وشعبها الذي شرد وقسم، ومع ذلك تدعي اسرائيل أن لا مجال لإقامة هذه الدولة إلا من خلال المباحثات التي لم تجدِ أي شيء لصالح هذا الشعب، وهذه الدولة رغم كثرة الاجتماعات والتنازلات فإن إسرائيل لا تريد أن يفرض عليها أمر ما الا من خلال ما هي مقتنعة به، وتسعى لأن تقنع الآخرين به وتحقق ما تريد، حيث هذه الدولة العظمى تقف بجانبها بكل ثقلها وإعلانها أنها ستتخذ الفيتو ضد قرار يصوت عليه بضم فلسطين للأمم المتحدة، مع أن هذه الدولة صرحت في كثير من المواقع أنها تعمل على أن تكون هناك دولة مجاورة لإسرائيل اسمها فلسطين، وتتعهد بذلك، ولكنها رغم رعايتها لكل الاجتماعات التي تعقد برئاستها وحضورها فإنها حتى اللحظة لم تتخذ القرار المناسب لكي تكون هناك دولة اسمها فلسطين، على حدود الرابع من حزيران لعام سبعة وستين وتسعمائة وألف، وذلك لأن اسرائيل لا توافق على ذلك وترى أن في تدخل الأمم المتحدة في هذا الأمر مضيعة للوقت، ولا حاجة لها بذلك إلا من خلال المفاوضات التي تقترحها وتديرها حسب ما تريد، دون وجود أجندة توضح جدول الاجتماع والمفاوضات، وهي في الجانب الآخر لم تتوقف عن جرف الأراضي وبناء المستوطنات وقطع الشجر والنبات، وتهجير أهل البلاد من مساكنهم، بحجج واهية، فهل يعقل أن تنجح المباحثات في ظل هذا الجو الغامض؟ إنها ليست الا مضيعة للوقت، وحتى تحقق اسرائيل لنفسها مساحة أكبر على أرض فلسطين وتترك لهم الفتات الفتات.. وتكون لها الكلمة مهما كانت مغايرة للواقع، لا بد أن تكون كلمتها هي التي تسير على أرض الواقع، مهما كان الشتات لأهل الأرض.