وابتدأ المشوار

وها هي أبواب المدارس شُرعت من جديد، وبدأت أسوارها العالية تمتلئ بالأصوات والضحكات والمشاعر المختلفة، وها هي المنازل تأهب صغارها وكبارها لاستقبال العام الدراسي الجديد بروح ومعنويات عالية، وعادت الحياة للشوارع منذ الصباح الباكر، أصوات أبواق السيارات تارة لها هنا طابع خاص لا أراه مزعجاً بل يدب الحياة في أوصال المدينة وكأنه منبه يوقظنا جميعاً لنشمر عن ذراعنا ونبدأ الجد والاجتهاد كطلبة، والاهتمام والرعاية كآباء وأولياء أمور ومعلمين ومسؤولين تربويين، ابتدأ المشوار وكلي أمل أن يكون مشوارا عامرا بالخير والمثابرة والعطاء والإنجازات للجميع من أجل الجميع ومن أجل هذا الوطن الغالي. يبدأ مشوار العام الدراسي الجديد، ليعود معه الروتين الإيجابي والانضباط اليومي، حيث يستعيد الطلاب تحديداً عاداتهم الدراسية كالتنظيم والتركيز والانتباه، يساهمون ويشاركون مع معلميهم في تحقيق الاهداف العامة والأكاديمية التي يسعون لتحقيقها. بداية العام الدراسي هي فرصة للتعلم والتعليم وتنمية الشخصية، كيف لا والطالب، من ناحية، والمعلمون والإداريون من ناحية أخرى يتشاركون ويتعلمون مهارات حياتية واجتماعية جديدة، يطورون في مجالاتهم المتعددة، ويكسبون الثقة في أنفسهم في تحدي الضغوط والفشل والتعلم من المواقف والدروس، بالفعل الحياة المدرسية والجامعية هي حياة مضافة لحياتنا جميعاً، وفرصة للتحضير للمستقبل والمساهمة في تحقيق إستراتيجية دولة ورؤية قائد وطموحات شعب. يقال دائماً إن الوصول للقمة يبدأ بخطوة واحدة واضحة المعالم، فتهيئة الآباء والأمهات لأبنائهم لخوض تجربة جديدة في حياتهم، خاصة للمنتسبين الجدد في عالم التعليم خطوة لابد منها، ولابد من تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعزيز قيمة المسؤولية في نفوسهم، فهم بخروجهم من سور البيت إلى صفوف الدراسة أصبحوا مسؤولين عن أنفسهم، فلابد أن نعزز فيهم هذه القيمة لكي يولد لديهم حس القيادة والمسؤولية التي تقودهم بعد ذلك إلى التميز والتفوق والنجاح في حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية كذلك. ومع بداية العام الدراسي لابد من الوقوف قليلاً عند مفهوم الاستثمار في بيئة المدرسة الذي يعتبر مفتاحاً هاماً لتعزيز تجربة التعلم الشاملة للطلاب، هذا المفهوم ليس مقصوراً على مجرد توفير المرافق والتجهيزات، بل ينبغي أيضاً توفير فرص التطوير المهني للمعلمين، وتقديم برامج تدريبية وورش عمل تساعد المعلمين على تطوير مهاراتهم التعليمية وتبني أساليب تدريس مبتكرة، فأنا مؤمنة بأنه كلما كان المعلمون ملهمين ومتحمسين، كلما كان باستطاعتنا تحفيز الطلاب لأفضل تجربة تعليمية قد يمرون بها. ◄ صوت:- مع بداية المشوار الدراسي استمتع برحلتك التعليمية، واكتشف مواهبك واهتماماتك، انبش عن الفرص التي تناسبك، ابحث دائماً عن المصدر الملهم لتحفيزك وإلهامك ودفعك لتقديم أفضل النتائج، أنت لست وحدك في هذه الرحلة، ابحث عن شركاء النجاح من زملاء ومعلمين وآباء، وانطلق بمشيئة الله نحو تحقيق النجاح، ودمتم سالمين.