10 سبتمبر 2025
تسجيلمن أشهر الذين كتبوا في التاريخ هو العلامة عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون المتوفى سنة 1406م. واستحدث في هذا المقال عن رأي المؤرخ العراقي المعاصر الدكتور بشار عواد معروف في ابن خلدون. يقول الدكتور بشار عن ابن خلدون إنه دون الوسط ولا يقاس بالطبري والذهبي رغم إعجاب الأوروبيين والمغاربة به. حقيقة أنا أميل لرأي الدكتور بشار، في رأي المتواضع أن مكانة ابن خلدون عند الإخوة في شمال أفريقيا أولًا فيه تعصب لابن خلدون ويرجع تعصبهم هذا إلى أن الأوروبيين معجبون بابن خلدون، وثانيًا أنه هاجم العرب في مقدمته الشهيرة!! وقد وصف ابن خلدون في مقدمته الشهيرة حال بلاد شمال أفريقيا وأنها كانت واحات من الحضارة حتى أتى إليها عرب بني هلال وبني سليم وأرجعوها إلى العصور المظلمة وخربوا ما فيها من عمران وتجارة وغيره من الكلام الغير منطقي وعلمي. ناهيك عن سفارته الفاشلة لتيمورلنك لإقناعه بعدم اقتحام دمشق سنة 1401م وكيف خدعه خان الترك واستغلت وساطته وفتح أهالي دمشق أبوابها وبهذا تسبب ابن خلدون واستباحتها وتخريبها على أيدي التتار!! ويرجع هذا التعصب إلى حقبة القومية وجلد الذات العربية ونبذها بالرجعية بحجة التقدمية. ووجدوا في مقدمة ابن خلدون ضالتهم وتعينهم على ثلب أمجاد العرب ووصفهم بالفوضى والهمجية والتخريب والجهل.. إلخ. فمقدمة ابن خلدون هي الكتاب المقدس للصهاينة الشعوبيين والقوميين. فاستخدم الصهاينة المقدمة لمهاجمة الفلسطينيين والعرب في المحافل الدولية والإعلام والسينما وحشد دعم لهم بأنهم يقاتلون هؤلاء الهمج. كذلك استخدم الشعوبيون المقدمة في إظهار حضارات أخرى وتفوقهم على العرب على لسان واحد منهم، غيرة وحسد. وأخيرا القوميون الذين يسميهم أحد المحللين السياسيين بجمهوريات المماليك هاجموا دول الخليج العربية ووصفوهم بالرجعية لأن بني سليم وبني هلال أتوا من شبه الجزيرة العربية من نجد تحديداً (الحتة الوسطانية) كما قال أحدهم! اعلم أن كلامي هذا لن يعجب محبي العلامة ابن خلدون. ولكن تقديس الشخصيات بسبب شهرتها في الغرب لا يخدم النهضة العربية.