12 سبتمبر 2025

تسجيل

منصب (عضو مجلس شورى) تكليف قبل أن يكون تشريفاً

29 أغسطس 2021

بدأت إجراءات انتخابات مجلس الشورى الأولى في قطر وتوجه المواطنون الراغبون في ترشيح أنفسهم كأعضاء مجلس شورى لتسجيل أسمائهم وبانتظار إعلان أسماء المرشحين بشكل رسمي ليتم بعد ذلك الإعلان عن البرامج الانتخابية كل في دائرته ونتمنى أن يختار المواطنون من يرونه الأصلح لتمثيل دائرتهم والأجدر في الانضمام إلى المجلس التشريعي في البلاد بعيدا عن النعرات القبلية والعائلية والمصالح. إن هذا المنصب لهو منصب كبير يتطلب أن يكون صاحبه ذا علم وثقافة واطلاع ودراية بكل ما يخص القوانين والتشريعات ومتطلبات التنمية والتطوير بالبلاد بشكل عام، كما يجب أن يتحلى عضو مجلس الشورى بمهارات لغوية عالية، تحَدُّثاً وكتابة، لكي يستطيع أن يعرض وجهة نظره ويدافع عنها وأن تكون لديه القدرة على الإقناع وخلق الحلفاء لدعم موقفه، كما يجب أن يعي الجميع أن مجلس الشورى هو المجلس التشريعي في البلاد وهو المسؤول عن سن تشريعات وقوانين جديدة وإقرارها وتعديل القوانين القائمة وحتى إلغاء بعضها حسب الحاجة، كما يستطيع مجلس الشورى المتمثل بأعضائه أن يستوضح من المسؤولين من الوزراء عن أي تقصير ومحاسبة المقصرين ويصل الموضوع لطلب عزله. إن ما شاهدناه من تخبطات في عمل مجالس تشريعية في بعض الدول لا نريده أن يتكرر عندنا، فلا نريد تجاوزات ومراشقات وتلاسنا بين أعضاء مجلس الشورى، وأيضا لا نريد خشبا مسندة، بل نطمح لمجلس فعَّال يضم أعضاء يستطيعون عرض أفكارهم ويتقبلون النقد والنقاش والاختلاف، فهنا تظهر قوة العضو في قدرته على الإقناع والسيطرة على الانفعال والهدوء، فنحن نطمح لمن يساعد الحكومة في إدارة البلاد وزيادة عجلة التقدم وعمل مجلس الشورى يجب أن يكون داعماً لذلك عن طريق متابعة تطبيق القوانين ومدى فاعليتها وفائدتها على الوطن والمواطن، ونحمد الله بأننا في قطر لا نعاني من مشاكل عميقة وكبيرة ومتعددة، بل هي مشاكل يمكن حلها بسرعة، إن وجدت من يهتم بها ويراقب الموقف عن كثب، فالموضوعات معروفة للجميع مثل سكن المرأة ومشاكل التقاعد والمتقاعدين والمشاكل الطارئة التي تسبب فيها انتشار فيروس الكورونا مثل وقف البدلات وكذلك التطلع لرفع الجودة في الخدمات الأساسية والتي تعتمد عليها التنمية في البلاد، مثل مخرجات التعليم والصحة وأيضا مشكلة البطالة والتعطل على العمل ومشاكل بسيطة أخرى مثل التأخر في الانتهاء من أعمال البنية التحتية للمجمعات السكنية. إن من يتقدم لهذا المنصب يجب عليه أن يسأل نفسه هل أنا مؤهل لأن أكون في هذا المنصب وأن أحمل هذا الحمل لما له من وزر كبير في حال الخطأ أو التسيب، فمثلا إن كان هناك قانون لم يعمل به وسبَّبَ ذلك الأذى للناس مثل قانون الإسكان للمرأة القطرية المتوقف منذ 2012 فهنا يتحمل المسؤولية أمام الله قبل غيره كل من أخَّر العمل به وكذلك إن تم إقرار قانون تسبب في الأذى للناس نظرا لعدم دراسة هذا القانون من جميع النواحي وعمل سيناريوهات محتملة له عند تطبيقه! إذا لا يغرنكم المنصب والراتب والامتيازات، فهو تكليف كبير لا يقدر عليه الكثير ولا تنسوا بأنكم ستحاسبون أمام الله، وختاماً أتمنى النجاح لبلادي في أول عرس انتخابي وأتمنى النجاح للمرشحين المؤهلين الذين سيزيدون من نجاح البلاد وتميزها وتطورها. [email protected]