20 سبتمبر 2025
تسجيلهل شعرت بقيمة ما قرأت، أو بكونك قارئاً نهماً ؟. هل يشعرك المجتمع بأهمية القراءة والاطلاع، هل شعرت يوما بالفرق بين من يقرأ ويطلع وبين من لم يمسك كتابا في حياته؟. هل أشعرك المجتمع يوما بقيمة القراءة والاطلاع؟ هل تتطلب الوظيفة القراءة والاطلاع كمعيار للمفاضلة بين من يتقدم لشغلها؟ أسئلة كثيرة. تقود مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع حاليا حملة لتشجيع القراءة في المجتمع. وفي اعتقادي ان القراءة لا تحتاج إلى تشجيع؛ فهي إن لم تكن حاجة فإنها ليست هواية كجمع الطوابع أو كرة القدم. كيف يمكن أن نعيد الشعور بأهمية القراءة كحاجة لدى الشباب ؟ من هنا يجب أن تنطلق الحملة. في السبعينيات كنا نذهب إلى دار الكتب لنقرأ ولكي نستعير منها الكتب؛ لأننا كنا نشعر بأهمية القراءة في المدرسة وفي البيت وفي المجلس، دار الكتب كانت معلما والدوار الملحق بها كان من أشهر الدوارات في قطر نسبة إليها، الجميع يعرفه لأنه يعرف دار الكتب. بدأت الأهمية بالقراءة تنحسر شيئا فشيئا مع بداية الاستهلاك وزيادة وتيرته؛ لست أقصد بالاستهلاك المادي فقط، بل بالاستهلاك المعنوي اللفظي. مظاهر اللفظ في مجتمعنا تراها في كل مكان، لكنك لا تلحظ مكانا للمعنى إلا فيما ندر. طغى الشعر الرخيص، وارتفعت أعلام الاحتفال باللفظ في كل مكان، وتسيد النقل على العقل فلا حاجة لمرجع، ولا ضرورة لكتاب يلوث البيئة. كانت مجالس أهل قطر مجالاً للقراءة وكثيرا منها كان هناك من يقرأ كتابا في الشعر أو في الأدب، بل إنه في عصر الشيخ علي بن عبدالله حفيد المؤسس وحاكم قطر الأسبق اختصت دولة قطر بطباعة العديد من الكتب والمراجع وتوزيعها مجانا، ولازلنا نحتفظ ببعضها في مجالسنا، كنا نشعر بحاجتنا إلى القراءة، التلفزيون كان في بعض برامجه مكتبة متنقلة، لازلت أذكر برنامج زاوية الكتب الذي يقدمه هشام ناظر في تلفزيون أرامكو، كنا نشعر بحاجتنا إلى فهم ماضينا لإدراك حاضرنا عن طريق القراءة. نماذج المثقفين في المجتمع كانت نماذج تقرأ، في مجالس الحكام، اليوم لم يعد الكتاب نموذجا لمثقف، أصبحت الصورة ومقدم البرنامج ومثقف الكنترول عن بعد هو السائد فلم يعد النشء يدرك أهمية القراءة، وشغلته هوايات الجسد عن غذاء العقل والذهن. استدعاء فكرة دار الكتب ضرورية هنا، لأنها كشفت عن حاجة المجتمع للقراءة، ووعي المسؤولين بأهميتها وبنموذج المثقف القارىء، وليس مثقف الريموت كنترول أو جوجل أو برامج القص واللزق. [email protected]