13 سبتمبر 2025
تسجيلكان الخبر أشبه بالحلم، إلا إنها الحقيقة التي لا تقبل الجدال، الموت الذي لا يعرف أحداً والقدر الذي يجب أن ينفذ، إنها قدرة الله عز وجل الذي كتب علينا الموت في زمان ومكان لا يعلمهما إلا هو سبحانه. عرفت أخي الكبير والأستاذ صالح بن عفصان الكواري في 6 سبتمبر عام ٢٠٠٨ عندما صدر قرار تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة الراية، كنت حينها رئيساً لقسم المحليات، منذ اليوم الأول أرسل لي ولزملائي رسائل مشجعة بأنه قادم ليواصل المسيرة، ويدعمنا في عملنا الصحفي الذي يعلمه من خلال عمله في وكالة الأنباء القطرية منذ تخرجه من الجامعة وتدرجه بها إلى أعلى درجاتها، لم يكن صعباً علينا أن نتشارك العمل ومشاقه واهتمامات التطوير والتجديد، وأن نتشارك الضحكة والطرفة ووجبة الطعام، وأن نسافر مع بعضنا هنا وهناك لحضور اجتماع أو لعمل يخص الصحيفة.كان بوعبدالرحمن مخلصاً لوطنه وقلمه، كتب للدفاع عن قطر عشرات المقالات، وسخر صحيفته للرد على أكاذيب الجبناء بالحجة والأخلاق المهنية، كان -رحمه الله- مهتماً بالجميع، لا يتردد في مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم، نتحدث كثيراً عن أبنائنا ورحلاتنا، وماذا سنقدم للقارئ، وكيف سنقدمه، اختلفنا واتفقنا ولكن هذا الأكشن المثير كان يصب دائماً في صالح العمل، ويقوي كذلك علاقتنا الإنسانية التي تتعدى حدود العمل إلى آفاق جميلة ستظل ذكرى طيبة لي ولمن عاشروه. لم تنقطع علاقتي مع بوعفصان -كما نناديه بعض الأحيان- حتى بعد أن التحقت بصحيفة الشرق، ولا أنسى أنه كان من أوائل الداعمين والمباركين لي، وعلى الرغم من أننا في صحيفتين مختلفتين إلا إننا تنافسنا بحب وتقدير لتكون الشرق والراية سيوفاً إعلامية مسلطة على أعداء الوطن. رحم الله أخي الكريم صالح بن عفصان الذي كان أخاً وزميلاً وداعماً لي ولغيري، وأسأل الله العلي القدير أن يجبر كسر أهله وأحبابه وزملائه إلا إننا نصبر أنفسنا أنه ذهب إلى أرحم الراحمين. «إنا لله وإنا إليه راجعون» [email protected]