10 سبتمبر 2025

تسجيل

وقفة عرفات ووقفة مع الحصار

29 أغسطس 2017

تعيش الأمة العربية والإسلامية أجمل أيام العام، وهي أيام ذي الحجة ومالها من نفحات ربانية، وأوصانا فيها الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بحسن استقبالها واستثمارها بكافة الأعمال الصالحة لأن الأجور فيها مضاعفة وما تحمله من رحمات، تستوجب على كل منا حسن استغلالها، وكما ذكرها الله -عزوجل- "والفجر وليال العشر" واستبقوا الخيرات من أرحام وزكاة وصيام وصدقات وكل ما يتعلق بالأعمال الصالحة ونتقرب بها للمولى -عزوجل- وساعات ونستقبل يوم عرفات، غفران سنة ماضية وسنة قادمة وتمحى به كل السيئات لكل حاج اختاره الله هذا العام ويرجع كما ولدته أمه خاليا من الذنوب والمعاصي، ومن لم يحظ بالحج فيبتهل بالدعوات والأعمال كافة بقاع الأرض من المخلوقات البشرية وغيرها تسبح وتستغفر وقفات فيها مع الله آملين منه أن ينظر لهم ولنا نظرة رضا وغفران، وفي ظل وقفات أخرى نعيشها مع الحصار والأزمة الخليجية والتي يعيش الكثير منا معاناة نفسية واجتماعية ودينية وسياسية واقتصادية، وكنا نأمل أن نستقبل عرفات بوقفة ربانية بدون حصار من إخوة وأشقاء استخدموا كافة الإمكانيات السياسية والإعلامية والجغرافية والبرية والجوية والبحرية والاقتصادية والدينية والثقافية والفنية وحتى النسيج الاجتماعي لم يرحم فتم تمزيقه بين الشعوب الخليجية، وكما تعلمون يربطنا صهر وعلاقات اجتماعية منذ الأزل، ومع كل ذلك على مدار ثلاثة أشهر مع الحصار لا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية للحصار في ظل تسليط واستخدام وسائل الإعلام المأجورة والمزيفة وتكثيف خطابات الكراهية بين الشعوب وكما تحمل في مضمونها عبارة واحدة "قطر دولة الإرهاب" وما هي مؤشرات وأسباب الإرهاب لم يتم تقديم دليل واحد عليها، وكل يوم تزداد الفجوات السياسية والإعلامية تضخما ومن المستفيد أيها القيادات الذين أمنكم الله على شعوبكم في توفير نعمة الأمن والاستقرار لشعوبكم والتي وضعت كل ثقتها فيكم لتوفير سلامة الأمن المجتمعي والاقتصادي وغيره وليس للمصالح الاقتصادية والسياسية الخاصة وما تحمله من نفوس ضيقة لم تعرف الرحمة والخوف من الله في ترهيب الشعوب وتفتيت المجتمعات بهذه الصورة المؤلمة التي نراها اليوم، وتسخير أموال المسلمين في قتل وترهيب المسلمين ونسينا العدو الأساسي لنا والقضية الأم وهي القدس، وانشغلنا بحصار وتدمير الدول العربية وساهمنا بالأموال وقتل الأبرياء وسفك الدماء واضطهاد الشعوب بكل ألوان الترهيب والتعذيب ونحن على وشك استقبال عرفات ولكن كيف سنستقبل عرفات يا قيادات العرب والخليج ونحن محاصرون من إخوة أشقاء؟ وهل سألتم أنفسكم كيف تتضرعون إلى الله وتطلبون الرحمة والغفران وأنتم تحاصرون إخوانكم من كل باب متاح لكم واجتمعتم على نشر الفتن والكراهية وتفكيك الشعوب؟ ولا نعلم إلى أين ذاهبون جميعا لأن الرياح إذا أقدمت ستقصف الجميع، ولنا نصيب أكبر في الربيع العربي وما يعيشه إخواننا العرب في سوريا والعراق واليمن وربما كانوا يتنعمون بنعم الحياة الاقتصادية والسياسية لا تقل عنا شيء، ولذا كلنا أمل يا قادة وإعلام وشعوب أن يكون لنا وقفة جماعية مع عرفات تحمل فيها روح الوحدة العربية والخليجية وأن ندعو الله بقلوب صادقة بتوحيد الصفوف الإسلامية والخليجية الأيام القادمة وألا تمر وقفة عرفات إلا وانتهى الحصار الخليجي، ولدينا ثقة بالله وفي نزاهة قياداتكم وضمائركم وندرك ما يمكن إدراكه ونحن قادرون. [email protected]