10 سبتمبر 2025
تسجيل«بر الوالدين والإحسان»، من أحب الأعمال إلى الله، ويسهل الطريق إلى الجنة، ويبسط الرزق، فالمعاملة السيئة لهما قد تغلق أبواب التوفيق والنجاح والرزق، فقد قال الله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين». وبر الوالدين اتفق العلماء على أنه من كمال الإيمان، وسبب في انشراح الصدر والنور التام في الدنيا والآخرة. بالبر يبارك الله -تعالى- للإنسان في رزقه وعمره، كما يعد بر الوالدين تكفيرا عن الذنوب ومغفرة عظيمة، وسببا لانفراج الهموم ودفع البلاء وشرور الدنيا ومفاتنها، وقد وردت كلمة «الوالدان» في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعاً، والبر في ثمانية مواضع، وذكر لفظ الأبرار في ستة مواضع. وبر الوالدين هو أعلى درجات العطاء عند الله سبحانه وتعالي، وليس كل إنسان يستطيع الوصول لهذه الدرجة، لأنه شيء كبير، لذا فان بر الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إلى الوالدين، فالبر الحقيقي حينما يكون الإحسان والسمع والطاعة للوالدين، فالاهتمام بأمرهما بر، وهو من أعظم الإحسان إلى الوالدين، فالإحسان ممكن أي شخص يقدمه لوالديه من خلال المعاملة الطيبة، وأن يخفض لهما جناح الذل، والتحدث معهما باحترام، ليصل بذلك الى الدرجة الأرفع وهي البر. وقد حرص الإسلام على بر الوالدين وقرن طاعتهما بطاعة الله، بل وجعل إحسان المرء لوالديه من أعلى درجات الإحسان التي بها الأجر والسداد والتوفيق في الدنيا والآخرة، وقال النبي محمد ﷺ: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) وبر الوالدين ليس في حياتهما فقط بل حتى بعد وفاتهما، وذلك عن طريق زيارة قبورهما والاستمرار بالدعاء لهما، فجملة «ولد صالح يدعو له» جاءت في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، والمقصود هنا بالولد الصالح الولد المؤمن. أما عقوق الوالدين فهو من الكبائر، فقد حرم الإسلام عقوق الوالدين وعده من كبائر الذنوب، وجاءت نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة حاثة على البر ومحذرة من العقوق في حق الوالدين في مواطن كثيرة. وهناك العديد من المظاهر والأعمال التي تعد صورة من صور عقوق الوالدين، مثل التفوه بكلمات بذيئة وسيئة معهما، والنظر إليهما بغضب واستهانة وذكر عيوبهما وإحراجهما أمام الناس وخاصة عند كبرهما، وأيضا ترك الإنفاق عليهما عند كبرهما وترك مساعدتهما، وعدم الجلوس معهما وقت الحاجة، والتأخر في قضاء حوائجهما، وقلة زيارتهما، وعدم الاهتمام برأيهما أو استشارتهما في الأمور، مما يشعرهما باستغناء الولد عنهما.