12 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نحن فعلا قدوة حسنة للآخرين؟

12 أغسطس 2024

القدوة الحسنة هي شخص أو نموذج يحتذى به في السلوك والأخلاق والتصرفات، ويعتبر مصدر إلهام وإرشاد للآخرين، يتميز القدوة الحسنة بسمات إيجابية مثل الصدق، الأمانة، التواضع، والرحمة، فالقدوة الحسنة أساس بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز التواصل الفعال بين الأفراد في المجتمع، فعندما يكون الفرد قدوة حسنة، يكون لديه تأثير كبير على من حوله سواء في المنزل، العمل، التجارة، بين الابناء والآباء، بين الاخوة. وتلعب القدوة الحسنة دوراً مهماً في حياتنا من خلال توفير نموذج إيجابي يُحتذى به، مما يساعد في تشكيل سلوكياتنا وأخلاقنا وتوجهاتنا، فقدوتنا الكبرى في الإسلام، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يعتبر نموذجاً مثالياً يحتذي به المسلمون في جميع جوانب حياتهم، وقد حث الله تعالى في كتابه الكريم على الاقتداء والتأسي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بقوله: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا). وهناك العديد من الأمثلة في الحياة اليومية لها ارتباط وثيق بالقدوة الحسنة، فالأب الذي يحرص على أداء الصلاة بانتظام ويشجع أبناءه على الالتزام بها، يُعتبر قدوة حسنة، والابن الذي يُظهر الاحترام والاعتناء بوالديه، ويحرص على تقديم الدعم والرعاية لهم، يُعد قدوة حسنة، والأخ الذي يُظهر التفاهم والمساعدة لإخوته، ويشاركهم في مسؤولياتهم ويستمع لمشاكلهم ويعزز من روح التعاون بينهم، يمثل قدوة حسنة في الأسرة. وأيضا القائد الذي يتعامل مع موظفيه بإنصاف واحترام، ويشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم ويعترف بإنجازاتهم، يُعد قدوة حسنة في بيئة العمل، فالقيادة التي تتسم بالشفافية والعدالة تساهم في تعزيز الثقة والولاء بين الموظفين. وفي هذا الموضوع يجب على الشخص القيادي أن يعكس سمات القدوة الحسنة في عمله من خلال التزامه واهتمامه بجودة العمل والتعامل مع الآخرين بفعالية ومنها على سبيل المثل لا الحصر.. احترام الوقت فالقدوة المسؤول يُقدر قيمة الوقت، سواء كان ذلك في التزامه بمواعيده أو في تحفيز الآخرين على احترام الوقت. باختصار، المسؤول القدوة يُمثل نموذجاً يُحتذى به في التزامه بجودة العمل واحترام الوقت، مما يُشجع الآخرين على تبني نفس القيم والممارسات. كما تُعتبر ربة المنزل قدوة حسنة عندما تُظهر سمات إيجابية في إدارة شؤون المنزل، فربة المنزل التي تحافظ على نظافة المنزل بانتظام وتحرص على ترتيب الأماكن وتنظيفها بشكل مستمر تُعد قدوة حسنة، وعندما تظهر ربة المنزل تفانيها في أداء مهامها المنزلية بروح إيجابية ومتفائلة، فهي تعزز من قيمة الالتزام والعمل الجاد، هذا السلوك يُلهم أفراد الأسرة الآخرين للمشاركة بفعالية في مسؤوليات المنزل، وإشراك الأسرة في الأعمال المنزلية، بشكل منتظم، وتُعلمهم كيفية أداء الأعمال بطريقة منظمة، فهي تساهم في تعزيز روح التعاون والاحترام بين أفراد الأسرة، لذلك فان ربة المنزل يجب أن تكون قدوة لجميع أفراد الاسرة، أبناء وأحفاد حتى العاملات داخل المنزل. بل تعتبر القدوة الحسنة محورية في بناء سمعة تجارية قوية وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة، فالتاجر الذي يلتزم بالصدق ويعرض المنتجات بوضوح وشفافية دون محاولة التلاعب أو الغش يُعتبر قدوة حسنة، وعندما يتعامل التاجر مع البائعين والعملاء بشكل عادل ويمنحهم حقوقهم كاملة دون استغلال، فهو يُظهر نموذجاً يُحتذى به في التجارة، يشمل ذلك تقديم أسعار عادلة، وعدم التلاعب في الكميات أو الجودة. والسؤال هنا «هل نحن فعلاً قدوة حسنة للآخرين؟» هذا يستدعي تفكيراً عميقاً في سلوكياتنا وتأثيرنا على من حولنا، لتحديد ما إذا كنا قدوة حسنة، لذا يجب علينا لكي نكون قدوة حسنة أن نتبع مبادئ وقيما أخلاقية سليمة في تعاملاتنا اليومية والتصرف بصدق، وأمانة، واحترام للآخرين، الالتزام بالقيم والمبادئ، والعمل على تحسين أنفسنا باستمرار وأن نسعى لتصحيح الأخطاء؟ والشفافية والعدالة في تعاملاتنا وقراراتنا؟.. فالتقييم الصادق لهذه النقاط يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كنا نعمل كقدوة حسنة، وما نحتاجه لتحسينها.