11 سبتمبر 2025
تسجيللفت انتباهي خلال تصفحي لوسائل التواصل الاجتماعي وجود كم كبير من التعليقات والصور المعبرة، عن العلاقات بين الاخوة، خاصة العلاقة مع الاخت الكبرى، وأكثر ما أعجبني، هي التعليقات الايجابية، والإشادات الكثيرة بالجهود التي تقوم بها الاخت الكبرى بداية بالاهتمام بكل أفراد الأسرة من الأب، الأم، الأخوات، وصولا للاهتمام بشؤون المنزل، والمشاركة فى حل المشاكل داخل البيت. نعم.. الأخت الكبرى ليست مجرد أخت، بل هي في نظر البعض الأم الثانية، فجميع من في البيت يحتاج اليها، والأصغر منها سناً يعتبرونها المثل الأعلى وقدوة يقتدون بها، كما أن للأخت الكبرى دوراً كبيراً في البيت حيث تعمل على توجيه اخوانها الأصغر منها سناً وتتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتهم، وهي السند والقوة وهي الحضن الدافئ. وقد قدم لنا القرآن الكريم مع قصة أم موسى صورةً للأخت، فمجمل ملامح شخصية أخت موسى عليه السلام أنها كانت فتاة فطنة لبقة ذكية فصيحة، تمكنت من إعادة أخيها إلى أحضان أمها دون أن يشعر فرعون، قال الله تعالي « وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ» (القصص: 11) ورغم ذلك، فان الأخت الكبرى هي أكثر فرد في العائلة الذي يتأذى لأنها من صغرها حملت على عاتقها متاعب الحياة رغم أنه كانت يجب أن تعيش حياتها مثل باقي البنات لكن من الصغر تحملت المسؤولية بل هي أكثر شخص مر بالمصاعب،، وفي الوقت نفسه تضحي وتصبر وتتألم بصمت، من دون أن يشعر بها أحد من أخوتها، لأنها دوماً تظهر لهم الفرح والراحة، وتنسى نفسها دائماً، كما أن طبيعة المسؤوليات التي تتحملها البنت الكبرى متمثلة في القيام بالأعمال المنزلية، وتحمل مسؤوليات الصغار من أخوتها، خاصة في الوقت الذي بدأت فيه الأم تتجه إلى العمل، والمشاركة في الحياة العامة. وبين القبول والرفض لفكرة دور الاخت الكبرى، يرى البعض ان هناك جانبا من التحكم والسيطرة، وفي أغلب الأحيان تكون شخصية الأخت الكبرى شخصية صارمة فيها الكثير من صفات الأم والأب وأفكارهم وطريقة تصرفهم، إلا أن الاغلبية اجتمعوا على شيء واحد الا وهو «الطاقة الايجابية» التي تبثها الاخت الكبرى فى محيطها، فمجرد وجودها يمنح الشعور الكبير بالأمان والاستقرار، وهي القدوة للأخوة والأخوات، ويعوّل الأم والأب عليها كثيرًا على اعتبار أنّها المرجعية لإخوانها وأخواتها في تعلّم الأخلاق ويتعلمون طريقة التصرف الصحيحة، وتتحمل الأخت الكبرى مسؤوليات كثيرة في البيت، حيث يلقى على عاتقها أشياء كثيرة. إذاً.. الأخت الكبرى بمثابة الجسر العائلي الذي يربط بين الجميع، لذا، احترام الأخت الكبرى يكون من احترام الأم، لأنها رمزٌ للأخوة الصادقة والحب، رمز الأمان والطمأنينة والاستقرار.