12 سبتمبر 2025
تسجيلتابعت حلقة مميزة من برنامج (أخذ وعطا) الذي يقدمه الأخ الإعلامي الرصين عطا محمد استضاف من خلالها الشاعر مبارك آل خليفة الذي كشف في ذلك اللقاء الكثير من قناعاته حول الشعر وصناعة الشعر وما يدور في المشهد الشعري. كان مبارك يقول آراءه بصدق ووضوح بلا مواربة، وهو المتبحّر في التجربة الشعرية في الجزيرة العربية وخاصة الشعبية منها بكل امتداداتها في تاريخ ووجدان إنسان هذه المنطقة الذي سجل بقصائده وأناشيده وأحدياته وهجينياته كل مشاعره، وتطلعاته، وما أحزنه وما أغضبه.. حتى خالطت تلك المشاعر المسكوبة شعراً كل الرمال المتحركة في هذه البقعة المكتنزة بالحكايات. ومن خلال تجربته الطويلة في فنون الشعر: النظم والمحاورة والرديات بالإضافة إلى العمل الإعلامي ولجان التحكيم وإعداد البرامج وإدارة المشاريع الثقافية تمكن مبارك آل خليفة من فرض اسمه في المنطقة ليسهم في قيادة المشهد الشعري في قطر مع مجموعة من زملائه المثقفين، وتشكيل الهوية الشعرية وترسيخها في العمل الثقافي. لم يكتف بدوره كشاعر، فأخذ باستحداث مشروع شعري متكامل بتفرعات عدة منها اكتشاف المواهب وتوجيه بوصلة الشعر، وتفعيل الحالة النقدية لتكون ممثلة لمجتمعها، ولا تنجرف في موجات التغيير العبثية. شجع الشباب ودفعهم للمشاركة الفعلية والفاعلة وكان ذلك أكثر وضوحاً في برنامج (سوابح فكر) الذي استمر عدة سنوات وحقق حضوراً خليجياً لافتاً. «مبارك» وبشعره السهل العميق، وبشخصيته الواضحة المرحة الصادقة، وبعلاقاته المميزة.. يمثّل نموذجا للشاعر المحبوب الذي يحقق قبولا لدى الجمهور ولدى النخبة.. ويؤدي دوره ورسالته كما يجب من دون الدخول في أية استقطابات، معززاً ذلك بمواقفه الوطنية الرصينة. ومن خلال قراءتي لمجموعته الشعرية المطبوعة اليتيمة التي صدرت منذ ما يقارب عشر سنوات.. أستشعر تلك الإطلالة الأدبية الصادقة والجميلة بهويتها الخاصة جدا.. ففي قصديته: (وعاد الروض فيه عشب وتشبع جماله) نلمس توجهه في كتابة القصيدة السهلة جدا-الصعبة جدا.. القصيدة التي يأخذ مفرداتها من بين يديك، ويكتبها كأنك قلتها.. لكنك تسمعها لأول مرة! فضلاً عن إبداعاته الشعرية المشتركة سواء في الفصحى كما هي مناوشاته مع صديقه الشاعر محمد ياسين صالح، خاصة تلك البصمة المختلفة.. المستلهمة من الإرث الذي تركه المؤسس وكلمة سمو الأمير: (وحدتنا مصدر قوتنا).. فكانت القصيدة بمثابة إعلان انطلاق احتفالات الأيام الوطنية للعام الماضي.. بالإضافة إلى ردياته الكثيرة مع شعراء قطر أو شعراء الخليج والتي تنم عن إجماع على قبوله كشاعر وكإنسان.. وهنا سر نجاح الشاعر..