11 سبتمبر 2025
تسجيلتجوب الغربة في أروقة حياتنا، مخلفةً آثارها المتنوعة، فتجعلنا ندرك قيمة وطن الإنسان، وتجعلنا نقدّره بصورة لم نتوقعها، فتُغمض أبواب الأماكن التي ننعم فيها بالأمن والاستقرار، وتُفتح أبواب الحنين والشوق لمكانٍ تعلق قلبنا به، وهو وطننا الأصلي. إنها رحلة يصاحبها تضحيات ومشاق، ولكنها تُعلمنا القوة والصمود، ويقولون إن الغربة تُنسينا الوطن، ولكنها في الحقيقة تُذكرنا بقيمته وتجعلنا نفهم معنى الانتماء، عندما نجد أنفسنا في بيئةٍ غريبة، تصبح كل لحظة هناك ثمينة وفريدة، وندرك أن وطننا هو قطعة فنية لا تضاهى. ومن غربتي استوحيت قناعةً قوية: أن غزة بلدي هو مكانٌ لا يضاهى في العالم، فبالرغم من التحديات التي تواجهها والصعاب التي تعيشها، إلا أنها تحمل روحًا قوية وثقةً لا تلين، إنها تعلمني أن السعادة ليست في الأماكن الجميلة فقط، بل في القوة الداخلية وروح التحدي التي تنبض في أرضنا. فقد يجهل الكثيرون قيمة غزة وتعاقب أحداثها، لكن عندما يبتعد الإنسان عنها، يدرك حقيقة أنه لا يوجد مكانٌ يعوضها، إنها غربة الوطن التي ترسم في أرواحنا الاستعداد للعودة، وتنمّي فينا الشوق والأمل في يومٍ سنعود فيه إلى أرضنا المحبوبة. الغربة علمتني قيمة وطن الإنسان، وغزة أثبتت لي أنها الوطن الأعظم، لنترك بصمةً في قلوبنا وفي أرضنا، فنحن نملك القوة والإرادة لتغيير الواقع، والعودة هي بداية للتغيير وبوابة الأمل التي لا تُغلق. ختاماً.. إن العودة إلى وطننا هي الخيار الأمثل، فهي تجمعنا بما نحب وبمن نعرف، وتمنحنا الشعور بالانتماء الحقيقي، فلنحافظ على وطننا ونحميه، ولنعتز بكل لحظة نقضيها في أحضانه، فهناك لا يحلو العيش كما يحلو في أي مكان آخر.