03 أكتوبر 2025
تسجيلمن يقول لكم "أنا جاي من فوق" لا تنتخبوه ولو كان صادقاً. أنتم بين خيار امتلاك الإرادة وخيار العبودية المختارة؟ فمن يُضحّي بإرادته الحرة لا يستحق أن يكون ناخباً أو منتخباً. لا تنتخبوا من عهدتموه في الوظيفة المدنية شعاره "نفسي نفسي" فتكونوا بذلك خنتم أمانة الوطن وأمانة أنفسكم.. لا تنتخبوا من جاءكم يسعى اليوم، وقد كان بالأمس صعب الوصول، لأن الطبع يغلب التطبّع.. لا تنتخبوا من يقول "نعم" جهراً وبين الجدران المغلقة يهمس لكم بـ"اللاءات" سراً.. لا تنتخبوا الأسماء، احرصوا على الأعمال، فكم من الأسماء كان مُضللاً، وكم من الأفعال ما يحتاج إلى "نبش" حتى يبين معدن صاحبه النفيس. لا تنتخبوا الجاهز، لأنه قد يضمكم ألى أثاثه، ابحثوا عمّن تستشعرون فيه القابلية للتجاوب والتطور.. انتخبوا صاحب الفكر والرؤية، فمن لا يمتلك رؤية يعشْ في فجوة بين أصحاب الرؤى والفكر. لا تنخدعوا بالتاريخ الوظيفي كثيراً، انظروا إلى المساحة الاجتماعية بعيداً عن المنصب كذلك، لا تأخذوا بفخامة اللفظ، ولكنْ تمعّـنوا في خصوصية المعنى وجدية الطلب. لاتهرعوا إلى محدث النعمة فيعتقد أنكم جزءٌ من الريع المُهدَى إليه، لكنْ عليكم "باللي شايف خير"، لم تطعه نعمة ولم يغيره فقر. انتخبوا من تظنون أن قلبه على الوطن وأبنائه.. لا تنتخبوا الأناني الذي يختزل الوطن في ذاته ومصلحته. ضعوا بين نَصب أعينكم أنكم تبنون للأجيال القادمة، فلا تضعوهم في خجل مما تركتم لهم. ضعوا قطر بين أعينكم قبل القبيلة والعائلة والقرابة.. لا يستقيم الأمر إلا بالتضحيات. أنت إنسان بقدر ما تمتلكه من قيَم، فلا تهزك الكثرة أو تضعفك القلَة. لن نلج باب المشاركة الشعبية بالتقليد الأعمى، ولكنْ بالتجديد المصحوب بالتضحية على مستوى الفرد والمجتمع. اذهبوا إلى صناديق الانتخاب وأنتم تحملون قيماً جديدة في صباح جديد تُحدِثون التغيير. من يصطحب الأمس ويترك المستقبل طمعاً في مغنم آني يوم الانتخاب، سينتخب أمسه المنقضي الذي لن يعود، بينما رياح المستقبل تدفع بقطار المجتمع إلى الأمام، فإما أن نركبه، أو أن نظل في محطته ننتظر قطار الأمس، وما يحمله من تاريخ مضى ولن يأتي أبداً. [email protected]