15 سبتمبر 2025
تسجيلالشيخ سلمان العودة.. ومن منا لا يعرفه وهو الذي عشنا معه حلقات دروسه وحكمه ويومياته المؤلمة بعد وفاة زوجته وابنه في حادث سيارة مروع عاش بعدها شيخنا ( العودة ) دور الأب والأم معا حتى ( ساعة اختطافه ) على يد أفراد ( مبس ) وزجه في أحد سجون الرياض دون أن يقول له أحد ما تهمتك وما جريمتك ولم حُبست وبقي أطفالك دون معيل يهتم بشؤونهم ويخبرهم أين والدهم!. اليوم الشيخ سلمان العودة يعيش أسوأ أيامه رغم ظني به أنه صابر ومتيقن أنه يعيش أجمل ابتلاءات الله عز وجل له بعد أن وجه له الادعاء العام ما يزيد عن 33 تهمة لا تخلو منها تهمة ( الإرهاب ) التي باتت شماعة لكل من يراد به شر ومن يمثل الخطر القائم لخطط وتدابير السوء التي يخطط لها ولي العهد السعودي للمجتمع السعودي وها نحن نرى ماذا حل بهذا المجتمع الذي كان يرفل بثوب المحافظة على تعاليم الدين والقيم وعافية الأخلاق والحشمة وبات يتعثر بلباس لا يستر ولا يحفظ لفتياته وشبابه كرامتهم وما بقي من أخلاق الدين والمجتمع فيهم بالإضافة إلى أن الشيخ العودة ورغم أنه كان مستشارا خفيا للملك سلمان وابنه المتهور محمد كما قال نجل الشيخ الأكبر عبدالله العودة إلا أنه لم يكن مستهدفا من قبل مخابرات "مبس" قبل أن ينطق العودة بما لم يعجب هذا الصغير الذي سلم زمام حكم بلاده وحكمه شخصيا لولي عهد أبوظبي فانفلت العيار وكان حصار قطر الذي لن يشهد التاريخ غدرا أشد منه لاسيما وما كان يتبعه من اقتحام وغزو وضرب ومحاولة قلب حكم وتجويع البلاد والعباد والاستيلاء على ثروات قطر والسيطرة عليها كاملة وحين نبتت بادرة صغيرة جدا وبارقة أمل في أن يُصلح الله الحال بين الأشقاء في قطر والسعودية غرد الشيخ العودة تغريدة جميلة صغيرة قال فيها: (ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم) حتى خرجت ثعالب الليل من جحورهم وصدر الأمر الغاصب الغاضب في القبض على الشيخ سلمان العودة وحرمان أطفاله منه دون وجه حق ليُرمى في سجون الرياض دون تهمة حقيقية رغم متابعة أهل الشيخ لقصة اعتقاله بهذه الصورة ويتم اعتقال أخيه بعد إلحاح منه لمعرفة مصير الشيخ وليفاجأ العالم وخصوصا جمهور هذا الإنسان الطيب الوديع المسالم المهادن المعتدل الذي لم يُعرف عنه سوء ولا شائبة بأكثر من 33 تهمة ملفقة ضده ومطالبة النيابة العامة بإعدامه لما وصف بأنه تعزير لتهم لا يعرف أحد حتى هذه اللحظة ما هي وكيف ومتى كان الشيخ سلمان متورطا بها جميعا؟! فهل كان الدعاء لقادة الخليج تهمة تضاف لباقي التهم التي نجهلها وباتت هي المعروفة لدينا فقط ؟! هل كان الدعاء بالألفة جريمة يعاقب عليها قانون بن سلمان المتطلع لأبعد من هذه الأزمة المفتعلة التي من المؤكد أن بن زايد قد وعده بالكثير من ورائها ؟! وماذا يمكن أن يكون قد انبثق من المحاكمة السرية الجائرة التي من المفترض أنها قد عُقدت بالأمس بعيدا عن عيون الإعلام والرأي العام مما يدل على عدم نزاهتها وأن القانون الذي يحكم القضاء السعودي هو حكم بن سلمان وليس شرع الله الذي لطالما تغنت به المملكة وهي اليوم أبعد من أن تكون على صلة وثيقة به ؟! وربما يكون الشيخ سلمان العودة في الدقيقة التي يُقرأ فيها هذا المقال يُساق إلى حبل المشنقة دونما ذنب ارتكبه أو جريمة ساقته إلى هذا القدر المحتوم ولكن يشاء الظالم إلا أن يمد يده الغادرة في الظلام وينتزع كل ما هو طيب على أرضه ولذا ليس ببعيد أن يرتكب محمد بن سلمان أكبر حماقاته في إعدام الشيخ العودة بالإضافة إلى باقي الشيوخ والدعاة وطلاب العلم والمفكرين الذين سجنهم ولي عهد المملكة لأغراض شخصية لا يمكن أن ترقى لمصالح شعبه!. اللهم فك أسر ( العودة ) وإخوانه ممن غلبه الحزن وقهر الرجال ولا يملكون سوى التضرع لله بأن يجعل غدهم أفضل من يومهم وأن يكتب له فرجا قريبا يُفرح قلوب ذويهم وقلوبنا قولوا اللهم آمين وأنت القادر وكفى!. فاصلة أخيرة: اللهم ألف بين قلوبهم.. هي جريمة نكراء ولم تكن دعوة صالحة!. [email protected]