18 سبتمبر 2025

تسجيل

التغير المناخي يعود لواجهة الأحداث

29 يوليو 2018

عادت قضية التغير المناخي إلى الواجهة مع انتشار الحرائق في بعض المناطق ، وتفاقم مشكلات الجفاف والتصحر والسيول والفيضانات ، التي انعكست تأثيراتها سلباً على الاقتصاد العالمي ، وتسببت في الأمراض والكوارث وتراجع الأداء التجاري. كما أعادت إلى الواجهة أيضاً الاتفاق العالمي في قمة المناخ بباريس على خفض درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين ، وهذا لم يظهر أثره بعد برغم اتفاق الدول على ذلك ، ولم تظهر تحركات الدول أيّ تقدم في هذا المجال سوى المزيد من الحركة الصناعية والزراعية. وقد اندلعت عدة حرائق في اليونان واليابان وأسبانيا وايطاليا وأمريكا ، وشهدت باكستان وكردفان والصين فيضانات وسيولاً جارفة خلال الفترة الماضية ، إضافة ً إلى أحدث التقارير البيئية الراصدة للمنطقة القطبية التي تبين ذوبان الجليد و أنهار جرينلاند القطبية ، وتأثر الكائنات البحرية بالتغير المناخي فيها ، أضف إلى ذلك التداعيات السلبية التي تركتها ظاهرة النينو المناخية والحرارة الشديدة العام الماضي على الكوكب. وأدى تأثير زيادة حرارة الأرض وزيادة الانبعاثات الحرارية إلى ارتفاع درجة احترار الأرض ، فيما أدى أيضاً إلى ذوبان الجليد في المنطقة القطبية. يعلل خبراء المناخ هذه التغيرات المتفاقمة إلى النشاط البشري الزائد في الاقتصاد والطاقة ، وعدم إتباع وسائل حديثة في الصناعة ، وارتفاع كمية الطاقة المسببة للحرارة ، وقطع مساحات شاسعة من الغابات ، وفقدان كائنات بحرية وبرية كانت السبب في تحقيق التوازن البيئي. ويرى البنك الدولي أنّ الحلول للحد من التغير المناخي في ظل غياب دور فاعل للدول الموقعة على اتفاقية المناخ بباريس بضرورة التقليل من البحث عن الفحم الأحفوري والنباتي ، وبناء مدن صديقة للبيئة ، والتوقف عن قطع الغابات وحرق الأخشاب لزيادة كفاءة الغطاء النباتي الذي يعمل على تخفيف حرارة الأرض. ويسعى البنك الدولي إلى مضاعفة تحسين كفاءة الطاقة ، وزيادة الاعتماد على الطاقة البديلة ، وخاصة ً البيئة ، وتحفيز الاستثمارات ، وتقديم الدعم المادي لأصحاب الأعمال ، وتطبيق أحدث الممارسات الزراعية والرعوية والمائية والتوسع فيها ، لأنها ستحد بقدر الإمكان من تفاقم الاحترار الأرضي. ويؤكد خبراء البيئة على ضرورة حشد الجهود الدولية لتقليل درجة حرارة الأرض إلى مستوى أقل ، لتفادي التغيرات السلبية التي انعكست على أوجه النشاط الاقتصادي ، وترسيخ مفهوم الترشيد ، وإعادة تدوير المخلفات للحد من التغير المناخي. وبات من الضروري التوصل لرؤية دولية موحدة حول الحد من الأثر المناخي ، لأنّ تراجع الجهود عن إيجاد حلول مناسبة للتغير المناخي ستعمل على زيادة حدته.