15 سبتمبر 2025

تسجيل

مشروع إيران الحاضر وتيهِنا السياسي !

29 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حقيقة الألم الذي تتجرعه الشعوب الخليجية والعربية بعد الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، ليس في بنود الاتفاق فقط، ولكن في حضور المشروع والأجندة الإيرانية بقوة، تهدد الوجود والحدود، بينما دولنا مازالت تعيش مرحلة التيه السياسي!. تباينت الآراء والمواقف حول الاتفاق النووي الأخير، بين من رآه نصرا أمريكيا غربيا أجبر خامنئي على تجرع كأس السم!، وبين من رآه نصرا إيرانيا مرحليا، سيستعيد لإيران بعض القوة، لمواصلة مشروعها وأجندتها في الإقليم. بمراجعة بسيطة لبنود الاتفاق النووي الأخير في جنيف، غير المتفق عليه داخل الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، حيث رفضه كل من الجمهوريون والديمقراطيون، نجد أن المشروع النووي تم تعطيله لأشهر، تحصل إيران بموجبه على 7 مليارات دولار، مع أنها لم تتنازل عن خطوطها الحمراء في ما أسمته استخدام المشروع للطاقة النووية السلمية!! اتفاق جنيف استبعد توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما سيعطي أمانا لرأس المال الإيراني لأن يُستثمر محليا. من يعرف إيران جيدا، يدرك بأن إيران ستستثمر ذلك الاتفاق لتنفيذ ما تبقى من أجندتها في العراق وسوريا. على سبيل المثال، قاسم سليماني ينفذ خطة متكاملة حاليا لتوطين أكثر من 30 ألف إيراني في سوريا مع عائلاتهم، في مناطق كفرسوسة وطرطوس وجبلة واللاذقية وحمص، وكل ذلك بعلم النظام الذي منحهم الجنسية السورية! تلك الخطة تأتي بعد أن قاد بنفسه، توطين مئات الآلاف من الإيرانيين في المدن العراقية السنية بعد تهجير أهلها منها، حيث منحوا الجنسية العراقية بإشراف من الحكومة العراقية الموالية لهم هناك! وهي نفس الخطة التي ينفذها (حزب الله) في توطين أنصاره في المناطق السنية بلبنان، بعد استفزاز أهلها وإجبارهم على النزوح منها حفاظا على سلامتهم. أوردت ما سبق لأذكّر بأن المشروع النووي، سيُستغل من إيران، وسيكون بمثابة إعطائهم الشرعية لمواصلة سياستهم العنصرية التطهيرية المجرمة ضد سنة العراق وسوريا وغيرها من دول الإقليم. ليس ذلك فحسب، فكلها أيام على توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، ليخرج مرشد الثورة الإيرانية خامنئي، معلنا مناصرته للثورة الطائفية في البحرين. ولم يتأخر الفعل على الأرض، فخلال أسبوعين فقط، تم القبض على مهربين لأسلحة ومتفجرات عبر البحر، اعترفوا بأنها المرة الثالثة التي يقومون فيها بتهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الحرس الثوري الإيراني. هؤلاء تم القبض عليهم، أما غيرهم الكثير الذين نجحوا في تهريب تلك المواد، فقد بدأوا باستخدامها يوم أمس، حيث قام عملاء إيران بقتل ثلاثة من رجال الأمن، عبر عملية تفجير وإطلاق نار على باص يحمل رجال الشرطة في مدينة سترة! إذا من الواضح أن الاتفاق النووي، أعطى إيران دفعة معنوية ومالية كبيرة لمواصلة مشروعها التدميري في المنطقة. يبقى السؤال الأهم، الذي عجزت في البحث عن جواب له ولم أجد. هل اللوم على إيران التي تنفذ مشروعها القومي الفارسي وتوظف فيه الشيعة العرب ليلقوا هم حتفهم، مقابل أن تصل هي إلى ما تريده من هيمنة وانتقام، أم اللوم على أنظمتنا الخليجية التي مازال مشروعها غائبا إلا من تحرك بسيط في اليمن. عاصفة الحزم على بساطتها آلمت وأوجعت، وهي بحاجة لدعم وإسناد في إطار مشروع متكامل مواز للتصدي والحماية. دولنا الخليجية سحبت سفراءها من قطر لمشكلة تافهة، بينما إيران التي هددت واقتحمت وفجرت وقتلت وأمعنت في الإجرام ضد دولنا، مازالت سفاراتها تعمل 24 ساعة وبكل نشاط وحيوية! إيران التي لم تتوقف يوما ما عن تهديد الأمن الخليجي، مازال اقتصادها يتعكّز بسبب بعض دول الخليج! إيران تتحرك وفق مشروع ممنهج، استفاد منه الغرب في حروبه الأخيرة لتفكيك المشرق الإسلامي، في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وغيرهم، وسيظل يستفيد منه لأنه لا يعرف سوى لغة المصالح. أما دولنا التي تعيش مرحلة التيه السياسي، فمشروعها مازال غائبا، حتى فزعتها العربية التي ارتبطت بها، ذهبت مع الريح!! برودكاست: دولة خليجية يصل عدد الجالية الإيرانية فيها إلى نحو 400 ألف نسمة (لا نعلم كم عدد الحرس الثوري الإيراني منهم)، فيها أكثر من 8 آلاف شركة إيرانية، تبلغ الاستثمارات الإيرانية في مدينة واحدة منها بين 200 – 300 مليار دولار، ووصل حجم التبادل التجاري بينها وبين إيران إلى 13 مليار دولار في العام 2011؟! هذا رقم يتيم من أرقام أخرى مفجعة، ثم يخرج علينا من يطالب الشعوب برفض التدخلات الإيرانية؟! الشعوب موقفها ثابت، والعلّة ليست منها أبداً.