14 سبتمبر 2025
تسجيللماذا هذا الهجوم الإعلامي على الشعب الفلسطيني؟ماذا يجري في مصر المحروسة تجاه قضايانا العربية ؟ بكل اختصار ما يجري على مستوى القيادة السياسية العليا انحطاط سياسي لا سابق له في تاريخ مصر، إنها قيادة وصلت بحكم الصدفة والتحريض إلى قمة هرم السلطة، إنها لا تعرف أن أمن مصر شرقا يمتد من قناة السويس إلى مياه الخليج العربي وليس إلى رفح على مشارف قطاع غزة، إن هذه القيادة لا تعلم أن أمن مصر غربا يمتد إلى حدود المملكة المغربية على سواحل المحيط الأطلسي، قيادة مصر السياسية اليوم لا تعلم أن حدود أمن مصر جنوبا تمتد إلى أعالي هضبة الحبشة. هذه القيادة الحاكمة اليوم في القاهرة لا تعلم بأن كل حروب مصر شرقا عبر فلسطين ومرتفعات بلاد الشام هو دفاعا عن أمن مصر وليس دفاعا عن فلسطين كما يتبجح بعض القادة اليوم في القاهرة بأنهم ضحوا برجال وثروات مصر من أجل فلسطين . لا نريد أن نقدم دروسا في التاريخ لكننا ندع قادة مصر الانقلابيين إلى دراسة التاريخ الحديث والمعاصر ليتبينوا دور مصر في الدفاع عن أمنها واستقرارها ولا يمنوا على الشعب الفلسطيني بأنهم ضحوا من اجله.(2) لا جدال عندي بأن شعب مصر هو من أعظم وأكرم الشعوب العربية وأنهم أكثر عطاء لأمتهم عندما تتوفر القيادة السياسية الوطنية . إنه شعب يستحق قيادة أفضل وأنبل وأرجل من القيادة الانقلابية التي تحكمه اليوم بلا مشروع وطني على الإطلاق . إن مصر العزيزة تعيش تحت هجمة إعلامية قذرة ولا سابق لها في تاريخ مصر . (راجع مقالة فهمي هويدي، الشرق القطرية في 28 / 7) تعود جذور" الإعلام المصري القذر " إلى حقبة أنور السادات، أنه هو الذي أرسى قواعد ذلك الإعلام (....) وربى مدرسة إعلامية تجني مصر اليوم سوء ذلك الإعلام ,. إني أدعو قادة دول مجلس التعاون وحملة القلم من النخب الخليجية لسماع خطب وحوارات أنور السادات السرية الخاصة منها والعلنية ليسمعوا ما قاله فيهم أنور السادات (والله إنني أخجل أن أذكر ما قاله فيهم على صفحات الجرائد الخليجية والدولية) .إن الوصول إلى ما تفوه به أنور السادات على قادتنا مسجل على " اليو تيوب " والأمر لا يحتاج إلى معاناة في البحث عن مدرسة أنور السادات الإعلامية، ونقول لبعض القادة العرب لا تفرحوا كثيرا بالنظام القائم اليوم في مصر فلن يحقق أهدافكم في الأجل القريب أو البعيد إنه سيكون عبئا عليكم وسينقلب ضدكم كما فعل أنور السادات رغم كل ما قدمتم له .لماذا يا مصر العزيزة هذا الهجوم الإعلامي على الشعب الفلسطيني ؟ لماذا الإعلام المصري ينزل بمستواه إلى درجة (...) . لقد وقف الإعلام المصري في الحرب الإسرائيلية الجارية اليوم على غزة إلى جانب إسرائيل ؟ هل نسي شعب مصر العظيم أن الجيش الإسرائيلي دفن الأسرى المصريين في سيناء أحياء، وهل نسيوا ضحايا مدرسة حوض البقر والمقطم وغير ذلك . كتبت نائبة رئيس تحرير جريدة الأهرام تقول: " أشكر رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو على ضربه قطاع غزة، وقالت أيضاً " كثر خيرك يا نتنياهو وربنا يكثر من أمثالك للقضاء على حماس(...) ماذا فعلت حماس في مصر حتى تصل الكراهية إلى هذه الدرجة . لا أريد أن أورد اقتباسات مشينة كتبت في الصحافة المصرية ضد بلادي قطر وضد الشعب الفلسطيني علما بأن الصحافة الفلسطينية لم ترد على ذلك الانزلاق في وحل القذارة الإعلامية وكذلك الصحافة القطرية لم ترد على تلك البذاءات المنشورة في صحافة الانقلابيين .(3) تصر القيادة المصرية اليوم على ما سمي بالمبادرة المصرية بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة " أنها لن تقبل التعديل على بنود تلك المبادرة " والكل يعلم أنها تخدم إسرائيل في كل نصوصها وعباراتها، بل راح البعض يقول إنها صيغت في تل أبيب وتبنتها مصر، يقول كاتب إسرائيلي متخصص في الشؤون العربية: " الخطاب الرسمي والعام في مصر أقرب إلى إسرائيل منه إلى حماس " وهذه شهادة على أن القيادة والإعلام المصري يخدمان المشروع الصهيوني في غزة وفلسطين عامة . يقول تسفي برئيل: أن عدم قبول مصر تعديل ما يسمى مبادرتها يشير إلى التنسيق والتعاون الموجود بين مصر وإسرائيل (القدس العربي 23 / 7) ولا شك بأن هناك تعاونا وتنسيقا في المواقف بين إسرائيل ومصر السيسي ومحمود عباس من أجل إنهاك حركة المقاومة في غزة وتدمير حماس . يقول وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون " نريد قوات محمود عباس أن تتواجد في المنافذ وخاصة معبر رفح " وهذا هو مطلب محمود عباس سابقا ولاحقا .(4) نريد أن نذكر جيل المدرسة الساداتية في القيادة المصرية ووسائل إعلامها أن غزة وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي هي مسؤولية مصر أولا وأخيرا، لأن غزة منذ حرب 1948 وحتى حرب 1967 كانت تحت النفوذ المصري، وأن مصر لم تسمح بتدريب وتسليح الشعب الفلسطيني في غزة استعدادا لأي عدوان إسرائيلي عليها . إن على حكومة مصر اليوم وجيشها مسؤولية الدفاع عن غزة وتحريرها من النفوذ الإسرائيلي وتسليمها للقيادة الفلسطينية التي اختارها الشعب الفلسطيني . وإذا كانت لا تريد فعل ذلك فبحكم الجوار والمسؤولية التاريخية على مصر دعم المقاومة الفلسطينية وعدم الوقوف إلى جانب إسرائيل في الشأن الفلسطيني . إن الذين يراهنون من العرب بوجه عام على تدمير غزة ومن فيها من الناس بيد إسرائيلية انتقاما وكراهية في حماس والجهاد الإسلامي وإبادتهما لن يتحقق لهم ذلك وستنبت غزة رجالا ونساء أشد عنفا وأكثر التزاما بتحرير بلادهم ونحيط الكل علما أن إسلام غزة ليس إسلاما سياسيا إنه إسلام عقيدة وإيمان ولا بد من أن ينتصر ولو بعد حين. آخر القول: يا عرب الصمت الرهيب إذا كسرت غزة اليوم وكسر العراق ودمرت بلاد الشام ودارت الدائرة لتصل إلى اليمن فإن على عروشكم السلام.