16 سبتمبر 2025
تسجيلتحتفل الامة الاسلامية والعربية بمشارق الارض ومغاربها بعيد الفطر المبارك وتتعايش اجواء تحمل كل الاجواء الاسرية والمناسك الدينية وربما بعد ختام كافة اعمالهم من العبادة من شهر رمضان الكريم والذى اختص بروحانيات تألفت من خلالها كافة الشرائح العمرية بالمجتمع، وربما ينتظرها كل منا من عام إلى آخر لانها تتميز بسمات دينية واسرية وتجمع روح التألف والمودة والرحمة بين افراد الاسرة الواحدة وربما تجد هذه الاجواء بين جميع افراد المجتمع وربما تميزت بها كافة الشعوب العربية والاسلامية ويكاد يكون مناسك الاحتفال بالعيد فى الماضى ورغم بساطة الحياة ومحدودية الدخل الا انها كانت الروابط الاجتماعية اقوى من الفترة الحالية بعد الانفتاحين الاقتصادى والثقافى وربما الاسرة الممتدة لعبت دورا كبيرا فى عمق العلاقات الاسرية فى الاسرة الواحدة ما بين الاباء والاجداد والابناء، واضافة الى الدور الحيوى الذى كانت تلعبة المجالس وساهمت بدورها الاجتماعى والنفسى فى زيادة عمق العلاقات وليس فقط بين افراد الاسرة ولكن حتى فى الفريج الواحد والجميع يتبادل مظاهر الاحتفال بالعيد بأنفسهم مع تبادل الزيارات الاجتماعية والتهنئة بالعيد بأنفسهم.. وكان كبار العائلة يحرصون كل الحرص على صلة الارحام وتبادل التهنئة بأنفسهم بصحبة الابناء الصغار وذلك من اجل غرس القيم الاجتماعية والثقافية والدينية بنفوس الابناء وحتى تصبح عادة اجتماعية يقومون بها فى الاعياد والمناسك الدينية بصورة دائمة وايضا لان كبار العائلة كان لديهم وعى اجتماعى بأهمية الاسرة والادوار الاجتماعية فى الحفاظ على كينونة الاسرة وذلك لانها من رؤيتهم تعتبر الحماية الاجتماعية لهم ولكن ما نراه الان بعد الانفتاح وسيطرة الثقافة التكنولوجية على العلاقات الاجتماعية داخل الاسرة والمنزل الواحد وربما اصبحت وسائل تبادل التهنئة فى المناسبات الدينية اصبحت عن طريق الهواتف النقالة وتكاد تكون بـ «الوتس اب» أو ارسال رسائل عامة تحمل فيها صورة التهنئة بالمناسبة وان كان فى رمضان او حتى العيد، واضافة إلى ضعف دور الكثير من مجالس العائلة والتى كانت تحس على الزيارات الاجتماعية بشكل مباشر ولكن ليس بالصورة التى نراها فى الوقت الحاضر وربما من قله التواصل المباشر والتجمعات العائلية اصبح ابناء العائلة لا يعرفون بعضهم إلا من خلال الصدفة العامة فى المناسبات ويتفاجئ انه من اسرته!! وحتى قلة التواصل والمعرفة وصلت الى الجيران انفسهم وربما الكثير لا يعرف من هم جيرانه من سنوات وحتى فى المناسبات لم يكلف نفسه بتهنئة الجار وان كان فى المناسبات على الاقل واضافة الى كثرة المشاحنات الاجتماعية بين افراد العائلة وربما يكون السبب بسبب امور مادية لا تذكر تسببت فى قطع اخوة واخوات على مدار سنوات بدون اى اسباب مقنعة تستحق ذلك، وزادت الفجوات والمسافات الاجتماعية بين الاسرة والعلاقات الاجتماعية وسيطرت الاجواء الالكترونية على ادق التفاصيل فى حياتنا الاجتماعية، وربما يحقد علينا الغرب وذلك لحرمانهم من هذه الاجواء الاجتماعية ولذا نأمل وكلنا أمل ان تعود عمق العلاقات الاجتماعية فى الاسرة والمجتمع بالصورة التى كان عليها فيما سبق وذلك رغم ارتفاع مستوى الدخل الاقتصادى ومستوى الرفاهية التى يتمتع بها الافراد، الا ان الكثير اصبح يشعر بالغربة الاجتماعية وافتقاد عمق العلاقات الاجتماعية، ولذا نتمنى بأن يبادر كل فرد منا بالتنازلات وتخصيص بعض الاوقات من اجل صلات الارحام والزيارات العائلية، وخاصة فى مثل هذه الايام وذلك من اجل الحفاظ على الاسرة ومستقبل الاجيال القادمة مع التطور التكنولوجى والذى من اهم سلبياته يساهم مساهمة كبيرة فى خلق الابعاد الاجتماعية وتعلق الافراد بالاجهزة بصورة اكثر من التواصل الاجتماعى المباشر والذى نأمل التمسك به حتى تستمر نفس الاجواء فى كافة المناسبات، والتى تربى عليها السابقون وساهمت فى خلق كافة اوجه السعادة الداخلية والمودة والرحمة بينهم وخلقت من خلالها اجيال يدركون المعانى الحقيقية للحياة التى لا تستمر بدون الترابط الاجتماعى ولمة العائلة بأكملها ونحن قادرون على ذلك.