15 سبتمبر 2025
تسجيلها قد جاء العيد ولم نعد كما كنا مرة أخرى، حتى كرامة الحديث لم نستعد،، أي عيد نتبارك فيه ونحن السادة وسادة السادة هرولنا جميعا إلى معبد العبيد،، ونكص القادة فينا وتركنا غزة للصهيوني المستبد العربيد، كأن لم يكن فينا عمرّ وأبو عبيدة والقعقاع وابن الوليد،، عذرا يا أطفال غزة، عذرا يا ضحايا العيد.لم أستطع الكتابة، ليس في وسعي أن أتمدد على فراش الأفكار وسط هذه الكآبة، أردتها مقالة فلتكن قصيدة أو بوحا أو نوحاً، أو منصة وسط سوق عكاظ للباحثين عن الخطابة،، تباً لنا أما زلنا حقا نظن أننا من نسل الصحابة؟!يا أطفال خزاعة،، لم يعد هناك رجال في بني خزاعة، كلنا بني النظير ننظر من خلف أغطية الحرير وشاشات التلفزة لنرى أشلاءكم كأنها بقايا سوق لحوم بعد بيع البضاعة،، فهل بعناكم بضاعة، يا شيوخا عجزى ونساء ضعفاء وأطفال تحت سن الرضاعة،، لم نعد نحس بطعم الغيرة ولم تعد النخوة نبضا في شرايين الجماعة، فكلهم سادات على المفارش مسندون، كأصنام قريش والأوس وثقيف، دار عليهم اليوم دائر من طيف إبليس فأركسهم في وحل الخناعة. لقد طغوا وتجبروا هؤلاء الصهاينة اليهود، وشاركناهم الطغيان منذ تعلمنا لطم الخدود، شاركناهم الجريمة حينما قتلنا الهواء وحاصرنا الماء والغذاء عن غزة وحينما أوصد الجار الشقي الشقيق المعابر وأغلق الحدود، حينما ابتسمنا بصمت للعدو المتوحش اللدود،،حينما صافح التاريخ فرعونهم وعاد المجد للنمرود .يا ويحنا ما الذي اقترفته أيدينا، يا ويلنا مما اقترفت ألسنتنا، ومما حملت أفكارنا .. يا عارنا .. عذرا يا طفلة في غزة فتحت قبور مئات الأطفال بعدها، بعدما غمست بالدم لقمة عشائها الذي لم تستمرئوه، حينما امتدت لها يد صاروخ الشيطان الأعظم قبل أن تمتد للطعام يدها .. يا يدها الشريفة التي قتلت عزائمنا، وأزهقت آخر روح للكرامة في جباهنا، يا خزيّنا! يا طفلة في خزاعة .. قتلناك برعبنا، بفرائص لنا تتراعد، كأنها الورق أمام ريح الجنون العاتية، وصَمتنا على ذبحك، ونحرك .. حين طعنا ظهرك بخنجر الخناعة .. أفهذا ما فعلته بنا القناعة ؟، أنيابنا، لا أنياب نتنياهو، الذي أوغل في ظهر الوداعة والدماء الزكية وفي لحمك الغض .. كانت البداية تنكيل عبر معبر كرم سالم، وانتهينا اليوم إلى أبشع البشاعة في حي الشجاعية الشجاعة،، ولا تزال الدماء تتدفق من عيون خزاعة . يا أطفال غزة ..دماؤكم في رقابنا، تلك هي خطايانا، لن يغفر الله لنا، لن يرفع الله عنا شدّة، ولن يقيل عثرة ما دمنا على ريائنا وجبننا وكذبنا، فنحن نكذب ونتحدث ببشاشة، ونتحدث عن التعايش والكرامة والغيرة " الذي أحب أكل لحم الأطفال، فأحببنا لحمكم المشوي، عبر الشاشة .. واستمتعنا بطعامنا وشرابنا ونومنا الذليل، ورأسك عند القبر مرتفع أطول من مآذن ٍ أسرفنا في تطاولها، ولم تطل صرخاتك شغاف قلوبنا، ولا أذان نخوتنا . نحن كأولياء الشيطان .. فأصبح صمت بعضنا دعارة سياسية، ورقيق وطني، وقتل لآيات الله بدم بارد، يا نحن يا يمين أعداء الله، فلم تكن إسرائيل يوما عدونا، بل نحن من بنيّــنا هرما من تخاذل، وتواطؤ، وعمالة، وسفالة حتى نحارب الله، فقد مات فرعون منذ سبعة آلاف عام، ونحن يلزمنا سبعون ألف عام حتى يغسل الفسفور الأبيض خطايانا، وسبعون سبعون ألف ملك يجرون سبعون ألف خطام، كل خطام يجرّ خلفه جزءا من جهنم، حتى لتحرقنا تلك النار التي وُعد فيها الكافرون والفاسقون وأصحاب الأذناب الطويلة من المنافقين والمتعاملين بالبنكنوت وجواسيس صهيون، ومن يعصر قلوب الأطفال ليصنع نبيذا يقدمه للسيدة الأولى في تل أبيب، ونحن نقف على تلالنا، بالجلابيب والجلابيات، و "جلايب " المظاهرات والاعتصامات وأكياس الطحين، تبا لنا ولأكياس الطحين، يا عارنا الذي من أجل حفنة منك نستكين.يا طفلة في غزة.. رسمتها القذائف آية تصرخ في وجوهنا: بأي ذنب قتلت، ويا روحا تنتزع الروح من أجسادنا الرخيصة، وعـزّة علمتنا أخيرا إن لا عزّة لنا سوى نباح نقترفه في اليوم مليون مرة، بعد أن حبونا على أيدينا وأرجلنا، بل قوائمنا، فـغـرست أنيابنا في جلودنا، ملوثين بالانهزام والهزيمة، كذئاب الليل نتراكض للوليمة، وعند الحق نصاب بالكساح والنباح .. على بعضِنا يستأسد بعضُنا، وعلى أعدائنا "نستفئر "، كل واحد منا يعرف جحره، يقعيّ في وكره، يلعق جرحه، يئن كقط ٍ أصابته صليّة من رصاص، ورصاصنا أقلام نخوض بها معارك الكلام، ومعارك النصر الذي يقوده السيد الإمام .. فنحن تقدميون في كل شيء إلا في معاركنا مع العدو للخلف نعود فورا ورغم نصرنا نبحث عن هزيمة، فحينما لا نجد ما نهرب عليه من حمير التصريحات أو بغال القرارات، أو خنازير النكايات، سنهرب على الأقدام،، ذلك هو يا صغيرتي ما نسميه في عرفنا، بالإقدام.يا أطفال غزة ونساءها والرجال الرجال: لكم تنحني هاماتنا، فسامحونا على تقصيرنا وخنوعنا وسوء المآل،، فنحن لم يتسع الوقت لنا كي نقرأ على أرواحكم الفاتحة، فقد ضاع منا الكلام،، نحن مشغولون يا سادتنا ما بين التآمر والتناحر وما بين جمع المال، يكفيكم أنكم تدافعون عن كرامتنا التي أضاعها فينا الرجال ..يا غزة عليك سلام