18 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمير والمستقبل

29 يونيو 2022

لفت نظري احتفال الرئيس المصري والرئيس الجزائري بذكرى تولي صاحب السمو الشيخ تميم زمام الحكم في قطر منذ تسعة أعوام مضت، احتفال خارج إطار كل بروتوكول سياسي عهدناه من قبل. لا أذكر حادثة مماثلة في تاريخ السياسة العربية، إقبال ملفت للنظر للاحتفال بأمير قطر سمو الشيخ تميم، من عاد لمن؟ يبدو واضحاً أن قطر تلعب دوراً لا يستطيع أحد غيرها أن يلعبهُ ومتى وأين؟ تطور كبير تشهده عودة العلاقات مع مصر وقبل ذلك مع المملكة العربية السعودية وأيضاً ثمة تطور في العلاقة مع الإمارات كان ذلك مشهوداً في المشاركة الرسمية الكبيرة في التعزية بوفاة الشيخ خليفة بن زايد حاكم دولة الإمارات السابق. أستطيع أن أقول إن هناك عودة إلى قطر انطلاقاً واعترافاً بوجود لم يعد بالإمكان تجاهله وهناك استعداد قطري وترحيب بهذه العودة انطلاقًا من الشعور بأهمية تجاوز الماضي استعداداً لمواجهة المستقبل وأعبائه، قطر اليوم تحتفل بالذكرى التاسعة لتولي سمو الشيخ تميم مقاليد الحكم في البلاد، وفي اعتقادي أن ذكاء سمو الأمير الوالد كان متقداً حينما سلم الراية إلى جيل الشباب في هذا الوقت بالذات، كانت الأمور قد وصلت إلى مرحلة تتطلب التجديد، كان قد أسن الماء وأسنت العلاقات البينية العربية، فثمة حاجة ماسة إلى التغيير، يبدو الشيخ تميم ظاهرة في سماء السياسة العربية، قلب مفتوح، يتجاوز الماضي بابتسامته الدائمة، لا يحمل شيئًا من أعباء ماضي العرب النفسية، يعيش المستقبل بكل آماله وطموحاته، كاريزما منفتحة على الآخر، تستقصي كل سلبياته وتتجاوزها نحو أفق جديد في العلاقة، لذلك كان الاحتفال بذكرى توليه ليس فقط مناسبة قطرية بل هي عربية انطلاقاً من أرض الكنانة إلى أرض المليون شهيد، قطر اليوم ليست مجرد رقم، بل دور تجيد بذكاء رسم أبعاده وسمو الأمير تميم ظاهرة سياسية جديدة في سماء السلطة العربية تتعالى على الماضي وتعيش الحاضر بواقعيته وترنو إلى المستقبل بكل تفاؤل وإيمان بأن هناك دائما نوراً يلوح في آخر النفق يبدد الظلام ويفسح المجال لأشعة الشمس بالدخول.