14 سبتمبر 2025
تسجيلمعقل عربي آخر يسقط ويُحتل ويُسرق! فاليمن اكتملت تمائم احتلاله ولم يبق لنا سوى أن نقرع الكؤوس ونحتفل بعد أن وقع الشمال بيد الحوثيين والجنوب وسقطرى التاريخية بيد الإماراتيين والمجلس الانتقالي، وتحاول السعودية فرض سيطرتها على محافظة المهرة وتتولى تعز الدفع بحصارها إلى بر الحرية التي تريد، كما لا يخلو الأمر من تقاتل المدن المهمشة وتحول الشوارع اليمنية إلى حرب عصابات وسقوط البلاد في عمليات نصب وعمالة وسرقة وفقر ومرض، والعالم بأسره يتفرج ولا يبدو ان اتفاق ستوكهولم يؤت أكله حتى على مستوى الحديدة العصب الاقتصادي لليمن!. مبروك نقولها ونحن السعداء الغارقون في بحر الجزل والغبطة والسعادة، كيف لا وقد زادت همومنا هماً آخر وبتنا محتارين أننشغل في فلسطين وقد كانت قضيتنا الوحيدة التي نذكرها مع كل عدوان إسرائيلي وصوت الأقصى الموجع وهو ينادي الأشباح الساكنة فينا أم ننشغل بسوريا التي تكاد تفنى عن بكرة أبيها منذ أكثر من ست سنين؟. بات عدونا فيها أكثر من طرف الذين يجتهدون ويتسابقون في القضاء على الشعب السوري القتيل والمهجر والمشرد والخائف والجائع والذي إن نجا من قناص شبيح غادر فلن ينجو من البرد القاتل على حدود الأردن ولبنان؟!. هل ننشغل بمصر وما يدور في شوارعها وأحرارها ومسرحيات القضاء المهلهل فيها والستار الذي ظننا أنه قد أسدل منذ بزوغ شمس 25 يناير 2011 وسقوط حكم مبارك قد ارتفع ليعلن فصولاً جديدة من التهريج والكذب والزيف، وأن كل دم مصري شريف سقط لأجل حرية بلاده اليوم هو (شربات) يتداوله الفرحون ببراءة مبارك ورموز نظامه، واليوم تقف مصر المحروسة على منعطف يقوده انقلاب يصر حتى هذه اللحظة على شرعيته وفرضه؟ أم إن علينا جميعاً أن نوجه أنظارنا صوب ليبيا التي تهاوت سريعاً بعد مقتل القذافي وتسابق لها كل من له مصلحة في انتزاع ما تملكه يساعدها في ذلك محاولات الانقلاب الذي يقوده حفتر المتمرد!. أخبرونا فنحن لا زلنا نمتلك وقتاً إضافياً للعب أشواط أخرى من الصدمات العربية، وأنا شخصياً لا زلت أمتلك دموعاً إضافية أيضاً للبكاء على حائط مبكى المجد العربي الساقط عمداً وبفعل فاعل خائن لأمته ودينه!. أخبرونا إن كان اليمن سيكون في هذا الفصل أقل وجعاً من أشقائه أم إنه سيكون أكثر جدية ويمارس الوجع على أصوله ليقنعنا بأن نتألم ونتوجع وفي أفضل الأحوال لنبكي؟!. أخبرونا يا عرب يا كرام من التالي فقد تجاوزنا مرحلة الصدمة باليمن وبتنا أكثر جاهزية لنستقبل ضحية أخرى تقع فريسة غدركم وخيانتكم ومناصرتكم للغرب وإيران وهزيمتكم لنا ولديننا وعروبتنا!. فهل كان اليمن ثقلاً سياسياً كان يجب أن يستشعر العرب أهميته وهو البوابة الجنوبية لشبه جزيرتنا العربية، التي كان من المفترض حمايتها من الوقوع في براثن من لا يخاف الله ولا يملك من الأخلاق والدين إلا ما يشيع عن نفسه وما يحاول أنصاره الترويج له؟ أم إن اليمن كان ثقلاً على قلوبكم ولم تميزوا بين ثقله الأول وما باتت أحداث اليوم في هذا البلد تؤكده بأنه ثقل على قلوبكم وأُكل يوم أُكل الثور الأبيض؟!. ألم يكفنا ما أصبح يتعدى أصابعنا الخمس من قضايا عربية لم تحل ولا واحدة منها، بل إن كل قضية تزيد تعقيداً وترويعاً وخروجاً عن المتأمل منها، والنهايات التي تأملها الشعوب العربية والتي تختلف عن النهايات العميلة التي تكتبها لهم حكومات العرب أدامها الله تحكم وتحتكم بما لم يأت به الله من سلطان!. عفواً.. إنه الألم وما كتبته كان من الألم، وما سأشعر به هو الألم، وما ذرفت دموعي إلا من هذا الشعور البغيض بي، لكنني على الأقل شعرت بالراحة والاطمئنان أن هناك شعورا لا يزال ينبض بالحياة في داخلي.. الحمد لله لا زلت أتألم!. [email protected] @ebtesam777