15 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايا هامة بعيداً عن الحصار وأهواله

29 يونيو 2018

هذا الأسبوع هو أسبوع قطر في المحافل الدولية بامتياز ، محكمة العدل الدولية ، منظمة الطيران المدني العالمية (إيكاو)، البرلمان الأوروبي في بروكسل، وزير الخارجية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني لقاء دافئ مع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في واشنطن، وتعبيره المعلن عن امتنان الإدارة الأمريكية لجهود قطر في العمل على تحقيق السلم والأمن في المنطقة ومحاربة الإرهاب وطرق تمويله ، منظمة حقوق الإنسان، كل هذه المؤسسات الدولية منشغلة بالعدوان على دولة قطر وشعبها بكل الوسائل ، وتنظر في شكاوى قطر ضد محاصريها وخاصة أبوظبي ، براءة قطر عن طريق القضاء في البحرين، من التآمر على أمن واستقرار مملكة البحرين عن طريق تبرئة المتهم الشيخ علي سلمان  بالتخابر مع دولة أجنبية هي قطر لإلحاق الأضرار بالبحرين. لهذا ابتعد عن الكتابة عن الحصار وأهواله لأنه أصبح وفاعلوه أمام مؤسسات دستورية وقضائية عالمية للنظر في ماهو بين أيديهم من شكاوى موثقة وعدوان صارخ على أهل قطر وقيادتهم. (2) سوف أتناول أربع قضايا ذات أهمية وطنية وأمنية وسمعة دولية فلعل هذه الأسطر تصل إلى صانع القرار للبت فيها وإيجاد السبل لتحقيقها .  المسألة الأولى : خلل رهيب في كواليس ومكاتب " إدارة الموارد البشرية في مؤسسات حكومية متعددة  " وأخطر ما يعترض طريق هذا الجهاز ويفسد كل انجاز تسعى المؤسسة لتحقيقه هو " البيروقراطية " الهندية والمصرية والبريطانية والنفطية مجتمعة . صحيح أن هناك هيكلا تنظيميا استطيع تقديره بدرجة (ج ـ ) من واقع معرفتي في علم الإدارة العامة  ، لكن الأخطر من ذلك أن سير العمل في هذا الجهاز يتصف بعدم المبالاة ، وكل طرف يحيل أي مسألة إدارية إلى شخص آخر ، ومنه إلى آخر، ومنها تتعدد مستويات التنفيذ الأمر الذي يؤدي إلى خلل وعدم انجاز وضياع الفرص والوقت . ونظرا لكثرة الجنسيات التي تعمل في هذا الجهاز " الموارد البشرية "وغياب المواطن الوطني الحريص على الارتفاع بمستوى المؤسسة إلى مكانتها اللائقة بها ، وبمكانة الإدارة القطرية الناشئة هو أخطر مافي الأمر ‘ صحيح أن على رأس هذا الجهاز ( الموارد البشرية مواطن / مواطنة قطرية ) طبقا لقواعد النظام، ولعلهم كفاءات جيدة إلا أنهم لا يقومون بعملية مراجعة يومية  لكفاءة الانجاز وسرعة الأداء لدى موظفيهم، وتَرَك  رأس الإدارة "الحبل على الغارب" يعبث بالإدارة التنفيذية متعددة الجنسيات من أفراد لا ولاء لهم ولا انتماء وكل همهم مرتب أخر الشهر. أساتذة الجامعة والأطباء في مؤسسات طبية خاصة، وحكومية عسكرية أو مدنية  لا أشك في قدراتهم ولا أشكك ، ولكن هؤلاء  سواء كانوا في الجامعة أو المؤسسات الطبية سواء مدنية كانت أو عسكرية، يحتاجون إلى متابعة التطورات العلمية في مجال  تخصصاتهم،  وهذا لن يتأتى إلا بإجراء بحوث ودراسات والمشاركة في مؤتمرات علمية ، لا يكفي أن يحضر الطبيب مؤتمرا علميا  ليضيف إلى سيرته الذاتية فقرة، ولكن عليه عند عودته اطلاع زملائه ومنتسبي قسمه في حلقة نقاشية يروي بالأدلة العلمية الجديد في هذا المجال ، ومدى الاستفادة من تلك المؤتمرات والندوات وورش العمل ،  ويكافئ المشارك  إن أبدع ويحاسب إن قصر . هذه المسألة من مهام " الموارد البشرية " والإدارة التعليمية بمؤسسة حمد، ونواب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي ، الأمر الآخر المؤسف في هذا الشأن ، هو عدم السماح لأي من منتسبي التعليم العام والجامعي  والمؤسسات الطبية الحكومية والخاصة  على  حد سواء  بمغادرة الدولة إلا بتصريح خروج ، وهذا إجراء معوق لحركة أصحاب تلك التخصصات  المشار إليهم أعلاه لأنه يحد من مشاركتهم في ندوات علمية أو مؤتمرات قصيرة المدة قد تكون في عطلة نهاية الأسبوع ،  أتمنى من كل قلبي على هذه المؤسسات المرتبطة بالعلم أن تعطى أستاذ الجامعة والطبيب حق " تعدد السفرات " في كل عام  وإعفائهم من الرسوم المالية المترتبة على ذلك . نحن نثق في الأطباء ونسلمهم أنفسنا ومعرفة أمراضنا وكذلك أساتذة الجامعات ومؤسسات التعليم العام ولا نثق في حقهم في الدخول والخروج بدون تصريح مسبق .! المسألة الثانية:  طالعتنا وزارة التعليم  أن نتائج الثانوية العامة لهذا العام، بلغ عدد الطلبة الذين حصلوا على أكثر من 90% 1482 طالبا / طالبة  ولا شك أن بينهم طلاب من إخواننا المقيمين ، والذين يشيد بهم سمو الأمير " المقيمين " في كل محفل نظرا لمواقفهم الشجاعة في معارضتهم ومقاومتهم للحصار ، ومن هنا فاني أتوجه باقتراح إلى كل جهات الاختصاص بمنح هؤلاء المتفوقين مقاعد في جامعة قطر معفين من الرسوم الدراسية ، ويستمر ذلك العطاء لكل من يبرز تفوقه في كليات جامعة قطر، حتى تخرجه من الجامعة  . بهذه الطريقة نحصل على مواطنين يشعرون بالانتماء إلى قطر، فان بقوا معنا فهذا حقهم علينا ، وان خرجوا إلى عالم آخر فسوف يكونوا سفراء غير متوجين لقطر . هذا الإجراء تتبعه الدول الغربية في استقطاب الطلاب المتفوقين وتمنحهم منحا دراسية وإقامة دائمة وتوفر لهم  فرص عمل ، وتلك الدول أكثر وفرة سكانية منا  . المسألة الثالثة : طوارئ حمد ،لا جدال بان طوارئ حمد يعتبر ثالث مركز طوارئ في العالم ، وانه مجهز بأحدث الآلات والمعدات ، ويعتبر طوارئ مدينة (بيجين/ بكين ) عاصمة الصين الشعبية الأول نظرا لتعداد السكان ، ومقارنة بالساكنين في قطر لا تجوز المقارنة ، لم يقدر لي أن أرى والحمد لله طوارئ (بيجين / بكين) ولكني مررت بطوارئ حمد ، فرأيت الزحام بأم عيني، علما بان هناك قسم طوارئ مستقلا للعمالة الأجنبية أصحاب الياقات الزرقاء والذين يشكلون الأغلبية السكانية ، سألت ما سبب هذا الزحام في طوارئ حمد علما بأنكم تقولون ثالث أكبر مركز طوارئ في العالم ؟ قال سوء إدارة وتنظيم ، يرافق ذلك ضيق المكان ، وقلة الجهاز التمريضي ( أطباء ، ممرضين وممرضات ، وخدمات مرافقة ) ، أتوقف عند سوء الإدارة والتنظيم ، وأسأل لماذا ؟ أعود إلى ما ذكرت أعلاه عن إدارة الموارد البشرية والإدارة الطبية والتعليمية ما هو دورهم ولماذا لا يجدون الحلول المناسبة وكلهم ( القيادات ) قطريون ؟ هل سوء تأهيل أم أن المجاملات والمحسوبية والتبعية تدخل في تعيين تلك القيادات ويتجاهلون الكفاءات وهم كثر في بلادنا ؟ لا أجد الجواب .  آخر القول : نحتاج إلى ثورة إدارية بمدلولها العلمي ، ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ،  نحتاج إلى ثورة ثقافية إدارية ووطنية ( أي حب الوطن والتفاني في خدمته ) .