12 سبتمبر 2025

تسجيل

من المستفيد

29 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال الإمام الشافعي: جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ.. عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي.نعم ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه أرادوها محنة فجعلها الله بفضل منه منحة، وأي منحة وأي فضل، قد يكون المصاب جللا في أعيننا وفي أذهاننا ولكن ما يخفيه الله لعباده من النعم لا يعد ولا يحصى، وهنا أتحدث عن المصاب الأخير الذي تكتسي به الأمة الإسلامية، من حصار جائر على الجار، ومن تهافت على تقييد حرية الأحرار.. إن القضية لا تكمن في تعدد مشاهد العبث، ولا في انتشارها عبر حقول السياسة، وقاعات الاجتماع، وساحات القضاء، وميادين الاقتصاد وملاعب الرياضة، بل في استساغة العبث وقبوله، والتسويق له، والتبرير لوجوده، واعتياد تكاثره على نحو يقلق أي مجتمع ويقض مضاجع أي مواطن في هذا البلد أو ذاك. لا أظن، وليس كل الظن إثمًا، أن الوطن — أي وطن — يضيره حدوث خلل في الرؤية، أو وقوع خطأ في الإدراك، أو انحراف عن المسار، أو خروج عن المقتضى، أو خلط للأوراق، إذ أن كل ما سبق هو من صميم طبيعة المجتمعات وعاديات الأمور في الداخل، وسائر المعمورة.حصار ومقاطعة دولة قطر، مقاطعة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا، ولم نقرأ عنها في الكتب والاساطير، بل إن عجب العجاب، هو اقحام الاهل والاقارب، والإجراءات لتقطيع الانساب والاحباب، حيث صُدت امام وجوههم الأبواب، لا من ذنب اقترفوه، ولا من خطيئة تأخذ الألباب، في الوقت الذي كنا نحلم فيه باتحاد ينقلنا الى أُفق الآفاق.ما الذنب الذي تُعاقب عليه دولة قطر، هل أذنبت قطر بعز شعبها والحفاظ على كرامته، وتغدق عليهم بخير ما فيها؟ هل أذنبت قطر لان فيها ولاة أمر من مؤسسهم إلى أمير الشعوب، عاهدوا الله بالحفاظ على الدين ومبادئ الشريعة، وحبهم لرعيتهم الذين بادلوهم حباً بحب؟ هل أذنبت قطر أن فيها حقا للسائل والمحروم، ومناصرة المظلوم، وملاذا للمضيوم؟ هل أذنبت قطر حين صالحت بين الفرقاء، ولم شمل الأقرباء، وكشف مؤامرات الأعداء؟ هل أذنبت قطر في إغاثة الملهوف وفك أسر كل مخطوف؟ هل أذنبت قطر حين لبت نداء واجب الجار وحاربت من جار على الجار؟ هل اذنبت قطر حين مدت يديها بكل حب لمن أراد ان يقطع أوصالها، ويغزوها بليل والناس نيام؟ هل أذنبت قطر حين دافعت عن آخر حصون الدفاع عن القدس وفلسطين؟ هل أذنبت قطر في تطلعها للنمو والرقي والتنمية المستدامة؟ هل ذنبها أنها الأولى عالميا على مستوى الصحة، ورابعاً في مجال التعليم، وغيرها من المجالات التي لا حصر لها ولا عد.من المستفيد من الوضع المخجل الذي تقبع فيه المنطقة، أليس فينا ومنا من يحمل مشعل وراية الدين والمعاني السامية للقيم والخلق ومنزلة الشقيق الأكبر؟ لماذا تم تغليب المصالح والمطامع الدنيوية الدنيئة على مصالح الأمم والشعوب الإسلامية؟ ألسنا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن النكر؟ أليس فينا ومنا خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ألا يوجد فيكم ذو عقل رشيد؟ أعصبية الجاهلية تبغون، كيف تريدون استعباد الأمم وقد ولدتهم أمهاتهم احراراً؟.إنني أشبه الاحترام بين الدول والأمم والشعوب كالنبتة اليانعة إما أن تكون ننبتها نباتا حسن لتنمو وتترعرع لتستفيد منها الأجيال تباعا، وإما ان نفشل فتذهب ريحنا. من المسؤول عن ادخال شعوب دول الخليج العربي في دوامة هذه الترهات والسخافات، وتكوين الجفاء بينهم والقضاء على تقاربهم، أبهذا الحدث تأنسون وتضحكون ولا تبكون، منذ متى الاعراب الاقحاح ورؤوس القوم الذين تأسسوا على قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، يتناولون أعراض بعض وينهشون في لحم بعض، ان كان هذا أمر عارض فلنقيم المعوج، ونهدي من أضل عن سواء السبيل.والله وبالله وتالله لن يكون الحل بالحصار فلا مجال أبدا إلا في الحوار ولا شيء غير الحوار، وما دون ذلك فهو هلاك لشعوب المنطقة.إذا لا مناص ولا منجى إلا بالاصطفاف، ورص الصفوف، والكفوف بالكفوف، ورد المعتدي بالسيوف، لتكن انطلاقة قوية حقيقية ومؤثرة ومدوية ليسمعها القاصي والداني ومن تراقص على اختلافاتنا في الاغاني، بان حكام وشعوب دول الخليج العربي لا يمكن قهرهم، ولا تفكيكهم، ولا تجزئتهم، فدينهم واحد ومصالحهم وتطلعاتهم واحدة، ومصيرهم واحد وقاداتهم وان تعددوا فهم على قلب رجل واحد، لتكون لنا منظومة واحدة تشكل درعا واقيا وحصنا حصينا مدُعما بالتوكل على الله وبالإرادة القوية المستمدةمن شعوب المجلس كافة.هذا الدواء الشافي لمن أراد دك الأعادي: إما كرامة في دين ودنيا.. أو شهادة لجنة رب الدنيا.