13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، أن اخلاقيات الناس سوف تتغير، وخاصة عند اقتراب الساعة وانتهاء الحياة على ظهر الأرض عندما قال (أمام الدجال سنين خداعة يكذّب فيها الصادق ويصدّق فيها الكاذب ويخوّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة)، قيل وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة.فصدقت يا حبيبي يا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، نعم نحن نحيا في هذا الزمان، أي زمن الذين يتصدرون المجالس والمنابر والمناصب، ويتكلمون ويتصرفون في أمور الناس دون أَثارة من علم، ولا دراية علمية ولا شرعية ولا ثقافية، فصارت الصدارة لهؤلاء الذين يرمون الناس ويتهكمون عليهم بغير وعي ويعممون ولا يخصصون، وكل هذا من أجل حفنة من مال دنيوي وجاه مآله إلى الزوال والفناء، فدارت عليهم قلوبهم، وفقدوا البصيرة في مطلبهم، عبدوا الأمنيات وركنوا إلى الحظوظ وخاضوا بحار العلم بنية إظهار الدعوة الباطلة وحماقة الهذيان، بقصد التعدي على ولاة الأمر من المؤمنين وعلماء الأمر والدين المنتجبين، أنفقوا في غير شيء النفس والنفيس، شَقوا وأَشْقوا الناس معهم، ضيّعوا المهم فضاعوا عن الأهم، وتناسوا الرسالة، سبحوا في بحر الضلالة، فلا استنارت عقولهم ولا قلوبهم وصوروا للناس أن الباطل حق بجهلهم، رموا المحصنات الغافلات وسبوهم بتعنت وانفلات.ترى إعلامهم يُسخر لأخبار أهل الفن والمجون والمنافقين، ويتجاهل متعمدا أهل العلم والإبداع والمصلحين، لكي يمكروا بالناس، والله في نحورهم وهو خير الماكرين، يجعلون أصابعهم في آذانهم عن سماع صوت الحق، فتقسو قلوبهم ويصبحوا كالأنعام أو هم أضل سبيلا، كما أنهم يستغلون منابرهم في وسم الناس الذين يخالفونهم في المصالح والأهداف بالجهل والتخلف، ويشخصنون الآراء العامة لحاجة في صدورهم، تنفيذاً لرغبة صاحب النعم على حساب المبادئ والقيم، لا نامت أعينهم ولا هنئ لهم مرقد.والله لن تبقى لهم الدنيا ما بقيت ولن تصفو لهم ما صفيت، إلا أن يعودوا عن قول الزور وظلم كل مقهور، وتصدير الشائعات وبث الشرور، فإنه لا يصح إلا الصحيح واتباع أوامر الله وقول رسوله في الصحيح.أرجعوا لنهج المتبعين للتابعين، ونهج التغافل فهو عشر العافية في الدين، وسلك وقول الصالحين، وكذلك التواضع والصفح والاستغفار بالأسحار والناس نائمون.المسلم ذكي فَطِن وذو عقل متزن ويعلم أن مكاسب الدنيا وإن كَبرت لا قيمة لها ولا تزن، فمن شيمة ديننا الصفح والغفران ونسيان ما كان وكان، الشيطان وعد ربه بتضليل الإنسان أينما كان وفي أي زمان حتى نعود للديّان.هذه دعوة من صميم قلبي إلى كل من ألقى السمع وهو بصير، بأن تطوى صفحة التبشير بالشؤم والنذير، ولا ندع فرصة لكل غريب بيننا يحقد بشر مستطير، ويتمنى فناءنا وزوال نعمتنا.فنحن في الأصل واحد، وربنا واحد، ونبينا واحد، وحكامنا على قلب رجل واحد، وأرضنا وإن قسمت فهي واحدة، ومصيرنا واحد، فلنتمسك بدين الأحد الواحد.قيل في الشعر القديم: من يكن الغراب له دليلاً .. يمر به على جيف الكلابوالسلام ختام ... يا كرام