15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثير من الناس يخلط عن قصد أحيانًا أو دون قصد في كثير من الأحيان بين الغرور والثقة بالنفس، خصوصا حين لا يستطيعون تحديد الفرق بينهما.فالغرور آفة وخلق مذموم، يقود صاحبه إلى التعالي على الناس وازدرائهم والتقليل من شأنهم، ويدفعه إلى الاعتقاد بأنه أفضل منهم جميعًا وأن لا أحد منهم قادر على أن يماثله أو يشابهه، بينما الثقة بالنفس هي خصلة محمودة وصفة محببة ترفع من قدر صاحبها وتدفعه إلى حب الناس وإحسان التعامل معهم بصرف النظر عن مستوياتهم المادية أو الاجتماعية ليكسب في النهاية حب الجميع ومودتهم واحترامهم.عدم حسن الظن بالنفس أو الركون إليها، والابتعاد عن الغرور والعجب، هي من علامات التغيير ما بالنفس، واليقين بأنها لن تدفعنا في يوم من الأيام لفعل الخير ابتغاء مرضاة الله، فالنفس أمارة بالسوء كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) يوسف 53.ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم التحذير من شرها، فقد قال يوما لحصين بن المنذر رضي الله عنه: (قل: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي) وفي خطبه صلى الله عليه وسلم كان يقول: (... ونعوذ بـالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا).وقال صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها يوما: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وأمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) رواه النسائي، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (....وإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة، وذنب، وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك) رواه أحمد والطبراني.معروف على النفس البشرية أنها حريصة على الركون إلى الدنيا وزخرفها، وإيثارها على الآخرة، فكانت تعمل جاهدة أن تأسر صاحبها بهواها، فيكون لها عبدا وعاملا، وبعيدا عن طريق الآخرة.وكم من بلية أرادتها بك نفسك فعزم الله عز وجل لك على تركها وأيقظك وأزال عنك غفلتها فعصمك منها، وكم من حق الله عز وجل قد هممت بتضييعه، فأبى الله عز وجل إلا أن وفقك لخلاف ما هممت به، فقوى ضعفك، ونور قلبك وأعانك عليها حتى رفضت كثيرا مما تهوى، وتركت كثيرا مما تحب.وكما يقول المحاسبي: (لقد وجب عليك المقت لنفسك والحذر منها، وترك إضافة العمل إليها بالحمد.... والحمد لربك عز وجل، والحمد له خالصا وحده، والشكر له على منته بكل ما نلت من بر وطاعة.فمن عرف نفسه زال عنه العجب، وعظم شكر الرب عز وجل، واشتد حذره منها ظن والثقة والطمأنينة إلى المولى عز وجل، والمقت لها والحب للمتفضل المنعم، ألم يقل سبحانه وتعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء) النور 21.