13 سبتمبر 2025

تسجيل

الإكثار من الباقيات الصالحات

07 أبريل 2024

المال والبنون وغيرهما من شهوات النفس لها حدها الشرعي الذي ينبغي عدم تجاوزه، والذي يحمي القلب من خطر طغيان هذه الشهوات، فلا بد من الإكثار من الباقيات الصالحات، وشهر رمضان أفضل وأعظم مدرسة يتعلم فيها الإنسان المسلم، فيكثر من العبادات والأعمال الصالحة، ومن الفرائض والنوافل وخاصة قراءة القرآن وذكر الله تعالى، ومن هنا يتغذى القلب ويتغلب على ما قد يتسرب إليه من مرض الشهوات والشبهات. وقد أرشدنا الله تبارك وتعالى إلى ضرورة الأخذ بهذا الدواء، فقال تعالى:(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) سورة الكهف 46. شهر رمضان شهر فرصة للتزود بالطاعات وكلما ازداد العبد من اغتنام الباقيات ازداد الإيمان في قلبه وترسخ فيه حب الله ورسوله حتى يكون أحب إليه مما سواهما، وهنا يتغلب داعي الإيمان على دواعي الشهوات وتزداد هذه الغلبة يوما بعد يوم حتى يمتلئ القلب بالإيمان ولا يبقى فيه أي موضع للتعلق بالشهوات، وحينئذ تخرج تلك الشهوات إلى موضعها الطبيعي فيكون الاطمئنان والراحة والسعادة. واعلم أخي أن إطعام المسكين وملاطفة اليتيم وخفض الجناح والتواضع والإحسان للآخرين وتقديم يد العون والمساعدة لإخواننا المضطهدين والمنكوبين في العالم الإسلامي، فإنه يوقظ النفس من غفلتها ويطرد عنها الأنانية والحسد والشح ولهذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم العلاج لمن جاءه يشكو قسوة قلبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له: (أطعم المسكين وامسح رأس اليتيم). وليحرص كل منا على مواصلة الإكثار من الباقيات الصالحات حتى بعد انتهاء رمضان، وليكن لنا نصيب من كتاب الله تعالى، ولنتخذ وردا من الأذكار ولنحافظ على الفرائض من الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد ولا ننسى الإكثار من الدعاء لنا ولإخواننا، فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل. واعلم أخي أن التقرب من الله تعالى بأنواع العبادات والطاعات والتضرع له بأخلص الدعوات يعينك على مواجهة جيوش الشهوات وطرد الغفلات. - همسة التسامح مع الآخر قيمة روحية باسمة متى ما كانت خالصة لوجه الله تعالى.