17 سبتمبر 2025
تسجيلإذا وطدت صلتك بالله سبحانه وتعالى فتح لك طاقة نورانية من عنده، فتنتشر أنوار قلبك وتضيء لك جميع أجزاء ليلك ونهارك وتسهل لك أمور حياتك وآخرتك وتمدك بقبول لدى الخلق، فيرتاحون للتعامل معك ويلجؤون إليك للنصيحة والمشورة، وطلب الحاجات فتتيسر حاجاتك ويبارك الله في جهدك وعملك، وتحس براحة نفسية غامرة سرها هذا القبول الرباني الذي وضعه الله تعالى في قلوب الخلق، نور الله الذي يشملك بعنايته ويحيطك برحمته. وإذا أردت أن تعرف مقامك وقدرك عند الله تعالى فانظر بم استعملك وعلى ماذا أقامك، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس) رواه الترمذي. إن القوة الإيمانية هي ذلك النور الإلهي العجيب الذي ما إن استعنت به لن يخذلك الله بعد ذلك أبدا، وهذا النور هو الذي يمدك بالقوة الجسمانية في بدنك وسعة في رزقك، وبركة في زوجك وأولادك وبيتك وزودك باليقين والثقة بالنفس والطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الأبدية. إن التغيير الحقيقي لن يتحقق إلا إذا ربطته بالمنهج الإلهي القويم، ولن تتعزز إلا إذا وضعتها في سويداء قلبك ووجدانك وفكرك ومشاعرك فصارت جزءا منك لا يتجزأ فتحقق النمو في الإيمان والنجاح في الوصول إلى رضا الله تعالى. إذا أردت أن تغير من حالك ومن نفسك، فعليك بتوطيد صلتك بالله تعالى وتقوية إيمانك، وشحذ همتك، وشد عزيمتك، وانطلق نحو التغيير في عالم لا محدود من السعادة والرضا والسكينة النفسية. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا). وضع الله لك منهجا إلهيا كاملا متكاملا وقلبه هو قوة الإيمان كي تدور في منهجه وتعيش في فلكه وتعمل في جميع مراحل حياتك فتعيش هادئ النفس راضي القلب مطمئن البال، ومرتاح الضمير. - همسة ليكن في قلبك العامر بالإيمان حقول من نظرات تفاؤل نحو مستقبلك فذلك يمنحك أملا مشرقا.