17 سبتمبر 2025
تسجيلأصبح الإعلام وكثرة الفضائيات يهددان أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، كثرة البرامج الهدامة للتربية، الشباب همه تقليد البرامج والمنافسة في متابعتها بل منهم من يضحي من أجل الاستمتاع بها. فهل يستوي طفل لا يتجاوز عمره سبع سنوات يتحدث عن برنامج (المسلسلات، والأفلام الهدامة)، وكأنه هو المخرج للبرنامج أو المنتج له، وطفل آخر عمره لا يتجاوز سبع سنوات وقد حفظ القرآن كله في ثمانية أشهر ولو تأملنا أكثر في تربية الطفلين ودخلنا إلى نفسية والديهما لوجدنا أن (كل إناء بما فيه ينضح). وأن هذه الثمار هي من ذلك الغراس، فالبيت الأول همه الفضائيات وحياته في (المسلسلات) بينما الثاني همه الآخرة ومرضاة الله تعالى، فكانت الثمار على حسب الاهتمامات والأهداف.ولهذا ردد علماؤنا (همك ما أهمك فليكن همك الآخرة)، أي أنك ستشتغل بالحياة بهموم كثيرة ولكن أفضل هم تشتغل به أن تهتم بشيء ليكون له ثمرة نافعة في الآخرة. لأن الله تعالى خلق البشر وجعلهم يحبون التنافس في الحياة وأقام هذه الدنيا على سنة الصراع والدفاع، فالناجح من كان تنافسه مع الآخرين في الخير. فإذا كان الوالدان قد انطبعت لديهما هذه المعاني (الحياء، الأخلاق، الفضيلة) وحاولا غرسها في نفوس أبنائهما وخاصة في مراحل تكوينهم الأولى في تشكل الأبناء تشكيلا تربويا مميزا يساهم في عمارة الأرض بحضارة الإيمان والعلم.وهنا نتساءل أين دور الوالدين؟ أتساءل عن أسباب وصول شبابنا وبناتنا إلى هذا المستوى التربوي؟. هل لأن الوالدين اختلفت أولوياتهما بالحياة؟ أم أن الاعتماد على المؤسسات التربوية أصبح هو الأساس وأصبحت تربية البيت هي الاستثناء؟ أم أن هم الوالدين التربوي لم يصبح هو الهم الأول في حياتهما وبالتالي فإن قرار الزواج كان خطأ من البداية لأن الطفل عندما يأتي للدنيا ويهمل تربوياً فإنه بمثابة الفيروس الذي يكون سبباً في إشاعة الفساد والانحراف في المجتمع وهذا أشد لأن انفلونزا الطيور يعالج بالدواء ولكن انفلونزا التربية السيئة ينتشر ضررها في المجتمع كله ويحتاج علاجها إلى مستشفيات كبيرة ومصحات تربوية ضخمة وليس إلى دواء بسيط. خلال صلاة التراويح والقيام والتهجد وقراءة القرآن، وعمارة البيت بذكر الله وغير ذلك من الأعمال. ولذا فإن على كل من الزوجين أن يشجع الآخر على العبادة ويعينه عليها، وإذا قصر أحدهما لقي من رفيق دربه ما يجدد له عزمه، ويعيد إليه نشاطه، وقد قال- صلى الله عليه وسلم-: (إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين والذاكرات). - همسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي ينبغي أن تدرب عليها أبناؤك، وذلك من خلال النصائح المباشرة وبالأسلوب الحسن.