27 أكتوبر 2025
تسجيلتوقفت بالأمس عن ماذا أكتب بعد أن عاهدت نفسي ألا اخوض في معمة الظواهر السلبية في مجتمعنا المحلي، التي تنهب صحتنا وتشل تفكيرنا فآثرت طواعية، أن أركَن الى الهدوء احتراما وتقديسا لهذا الشهر الفضيل، وبدأت ابحث مع دخول الشهر عما يفيد من الأذكار ومحاسن الألفاظ وأنماط الحكم، والقصص التي تحث على مكارم الاخلاق، وظللت أتناول ما تبقى عن مسائل الأغذية وانواعها وافضلها بما يتناسب وشهر رمضان الكريم، لكن بالأمس صعقت كغيري، فتوقف مداد القلم وتوقفت الكلمات، وأصابتنا حالة من الذعر لسماع حادث الانفجار الذي هز دولة الكويت الحبيبة، وتونس، وفرنسا الصديقة، فأي قلم سينساب في ظل هذه الفوضى والهمجية، التي راح فيها ضحايا لا دخل لهم من قريب او بعيد بسبب الفتنة القبيحة، التي أطلت برأسها في ذلك اليوم الأسود، وأنشبت اظفارها في جسد المجتمع الكويتي المسالم، الفتنة التي يقال: إنها تقع على الشرك، وهو أعظم الفتن، كما قال الله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ".امس الاول أعلنت وزارة الداخلية الكويتية استشهاد 25 شخصا وإصابة 202 آخرين، فى التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، ووصف ما حدث بأنه عمل إرهابي جبان ورخيص، الهدف منه بث الفتنة الطائفية فى الكويت، وفي عموم المنطقة العربية، وعلى وجه التحديد فى منطقة الخليج، فمثل هذه الأعمال الإرهابية ابتليت بها الأمة العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، ووراءها فئات ضالة ومارقة، أبعد ما تكون عن الإسلام وعن تعاليمه السمحة. تسارعت الأخبار أمس الاول عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد ان فجر أحد عناصره نفسه في مسجد الإمام الصادق، الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصوابر وسط مدينة الكويت، أثناء أداء صلاة الجمعة، وحينها صب الناس جام غضبهم على هذا التنظيم المريب وعن اهدافه، جراء تفجيرات يروح ضحيتها مسالمون، وأطلق نشطاء مواقع التواصل عدة مسجات عن "تفجير مسجد الإمام الصادق"، الذي احتل المركز الثاني عالميا بين الأعلى تداولاً، بنحو نصف مليون تغريدة، وتوزعت التغريدات بين الدعوة إلى الوحدة ونبذ الفرقة بين السنة والشيعة، والهجوم على تنظيم الدولة ووصفه "بالتنظيم المجرم والكافر"، بل اعتبر بعضهم أن إيران تخترقه وتوظفه لصالحها. الشعوب العربية واعية ومدركة لمن وراء هذه الأعمال الوحشية، فمثل هذه الشعوب التي تحمل رسائل المحبة والحرية والتسامح، لا يمكن أن تقبل بالأعمال الإرهابية، التي لا تمثل إلا أصحابها، وهي منبوذة ومرجمة فى كل المجتمعات، وكما قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في تغريدة له على موقعه: "الوحوش لا تقتل من الحيوانات الأخرى إلا ما تحتاج إليه لأكلها، فإذا شبعت كفت، وبعض الناس لا يشبعون من قتل، ولا يرتوون من دماء، وإن سالت مدرارا". تنظيم داعش تبنى التفجيرات بكل جرأة، فهل يعون ان تلك الافعال الإجرامية في حق الشعوب الاسلامية المسالمة تخدم الإسلام ام تشوه مقاصده النبيلة؟ قال جل وعلا: "إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ".. هذا ما لزم وسلامتكم.