27 أكتوبر 2025
تسجيلقال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين" صدق رسوال الله.. نبارك لكم ولكل مسلمي الارض حلول شهر رمضان المبارك اليوم، وعند السؤال عن معاني استقبال شهر رمضان الكريم تنهال عليك الاجابات من كل المواقع الاعلامية ومن المنابر وجلسات الذكر، من تفسيرات واجتهادات المشايخ والعلماء والمفكرين والكتاب الكرام، كل يدل بدلوه استنادا لكتاب الله وسنة نبيه، يحثوننا جميعا التزام الطاعة وطلب المغفرة لما لهذا الشهر الفضيل من خصوصية وحكمة إلهية من فرض صيام شهر رمضان على عباده، ولذا يسعى عامة المسلمين في الاصلاح ومجاهدة النفس بالطاعات في هذا الشهر، والتنافس في الأعمال الإنسانية والخيرية.نبدأ اليوم اول استهلالة شهر رمضان المبارك نستذكر ما جنيناه من رمضان العام الماضي في مثل هذه الايام الذي حل علينا ضيفا عزيزا بكل فضائله وبركاته، ففاز بها من اخلص النية والتزم بتعليماته وفي مقدمتها التوبة النصوح من جميع الذنوب، والحذر من تضييع الوقت أمام التلفاز وغيره، والحث على الصلوات في جماعة في المساجد، وتحفيز المسلمين على الصدقة والإنفاق، وهي المبادئ التي يتكرر ذكرها مع استهلالة كل رمضان الى حين وداعه اخر الشهر علنا نجدد العهد ونستمع لامور مهمة في حياتنا قد تكون فاتتنا العام الماضي وما قبله، ونحاول باخلاص النية تحاشى الاخطاء الجسيمة التي اقترفناها في غفلة رمضان الماضي.نلاحظ سنويا في هذه المناسبة الفضيلة استنفار كل الجمعيات الخيرية والجهات ذات الصلة في العمل الدعوي والخيري وغيرها من الامور التي اعتدنا عليها من برامج وفعاليات رمضانية يومية، وهذا شيء مألوف إلا انه غير المألوف الذي أود ان ألفت اليه اعتبارا من هذا العام وفكرة جديرة بالتطبيق للاعوام المقبلة، وهي مشاركة موظفي الوزارات والادارات الحكومية طواعية ضمن خطة الأنشطة المجتمعية لعام 2014 والتي تتضمن "المير الرمضاني وبرنامج الإفطار الجماعي ومشروع إفطار صائم" إضافة إلى توزيع كتيبات ونشرات رمضانية مهداة من موظفي الوزارات والادارات، وهي مساهمة طوعية لموظفي الدولة للاسهام مع الجهود الخيرية التي تقوم بها الجهات المتخصصة، وفرصة لادخال مبادئ العمل الخيري في نسيج المؤسسات في هذا الشهر الفضيل، وبذلك تكون قد ساهمت بجهود ذاتية في زيادة الطاعات وفي تضييّق مجالات الشر في المجتمعات، وايضا في وحدة وإخاء ابناء الجهاز الواحد.فرحة كبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، في هذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، هي فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتكثر فيها دواعي الخير، في هذا الشهر الكريم تهجُّد وتراويح، ذكر وتسبيح، تلاوة وصلوات، جُود وصدقات، أذكار ودعوات، ضراعة وابتهالات، في هذا الشهر الكريم خصائص ومزايا، أُعطيت لهذه الأمة من الهبات والعطايا، فاغتنموها ولا تفرطوا فيها.ما أحوجنا اخواني إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته.. ما اجدرنا ان نقوم بدورنا ونحاسب انفسنا قبل ان نحاسب يوم لا ينفع الندم والتحسر على ما فات.. انها فرصة نغتنمها والباقي عند رب العالمين وسلامتكم.