02 نوفمبر 2025

تسجيل

الإنسان الكنود

29 يونيو 2014

هذا العنوان ربما يراه بعض الناس غير مقبول إلا إنني اخترته بناء على من اختاره وبناء على تحديثنا به ممن هو خير منا بل هو المبلغ لنا بطرق الخير وألفاظ الأدب، النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم حيث روى لنا عن الله عز وجل أنه قال الفقراء عيالي والأغنياء وكلائي .. والعيال هم من يحتاجون معيلا والمعيل على وزن معين وكفيل فالله عز وجل هو المعيل الرزاق للجميع المتكفل فضلا منه سبحانه برزق مخلوقاته . ولما كان الفقراء الذين لا يخلو منهم عصر ولا مصر خُصوا بهذه الصفة اهتماما بأمرهم واعتناء بحالهم فالفقر مشكلة عالمية اجتماعية لأنها تصيب طائفة من أبناء المجتمع وتعجزهم عن القيام بدورهم في تنمية المجتمع وترقيته لذا يعمل الاجتماعيون على حل هذه المشكلة لما لها من آثار سيئة على المجتمع والأفراد . والفقر كذلك مشكلة سياسية . من أجل ذلك تسعى الأنظمة السياسية للتغلب عليه وقد عد على مستوى العالم أحد الأدواء الثلاثة التي يجب محاربتها- الفقر والمرض والجهل - ومع هذا وذاك فالفقر مشكلة إنسانية إذ أن هذا الإنسان الذي أكرمه الله بعد أن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وجعله خليفة في أرضه وأسبغ عليه نعمه وسخر له ما في السموات والأرض ومع هذا لا يجد ما يشبع حاجاته ويتم كفايته مع أن السماء لم تشح بمائها والأرض لم تبخل بنباتها ونمائها . من أجل ذلك وجه الإسلام عنايته الكبرى لعلاج هذه المشكلة والعمل على تحرير الإنسان من ضغط نيرها على عنقه . هذا الإنسان المخلوق للخلافة عن الله في كونه لا ينبغي له أن يذل إلا لوجه الله الذي خلقه لأنه مكرَّم عنده قال الله - تباركت أسماؤه -( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ولما كانت هذه هي قيمة الإنسان ومكانته في الإسلام فلا عجب أن تعنى شريعته بإشباع حاجاته ورعاية ضروراته وتحقيق مطالبه حتى يقوم بحق الخلافة والعبادة وعمارة الأرض .وقد جاء في الحديث أن من أعطى الفقير فكأنه أعطى الله عز وجل ، ومن أعان فقيراً فكأنما أقرض الله تعالى (لوجدت ذلك عندي) ومن تصدق على مسكين وقعت صدقته في يد الله قبل أن تقع في يد المسكين . ولما كان الفقر خطرا على العقيدة وخطرا على الأخلاق وخطرا على الأسرة والمجتمع عده بلاءً ومصيبة يطلب دفعها واستعاذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ويستعيذ المسلمون من شرها ويحمل أبو الحسن علي كرم الله وجهه سلاحه ويبحث عنه ويقول : لو كان الفقر رجلا لقتلته . واسمع النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ منه ( الفقر ) مقرونا بالكفر ( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ) ولما كان هذان القرينان يوصلان إلى العذاب في القبر ثم ما بعده قال صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين