31 أكتوبر 2025
تسجيلهلّ علينا شهر رمضان المبارك الذي ننتظره كل عام بمجرد أن تنتهي أيامه السابقة، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم ووقعت فيه العديد من المعارك التي انتصر فيها الإسلام وفتحت فيه العديد من البلدان. شهر رمضان الذي كانت له بهجة لها معنى وأيامه مليئة بالذكر وقراءة القرآن وتدبر آياته وقضاء لياليه أنس وقرب الأهل والأصدقاء وزيادة في صلة الرحم.شهر رمضان المعروف بكرمه ومساعدة الفقراء وتجمعهم للحصول على أفضل الطعام من كرام القوم طلباً للحسنات والمغفرة التي تمحي السيئات، لا تكاد تخلو البيوت في تلك الأيام من صوت يتلو القرآن لتعليم الأبناء، وجلسة نسائية يتذكرن فيها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.فمال هذا الشهر قد تغيرت أحواله بل غيرت من قبل أناس اتخذوا من الشيطان ولياً ومرشداً يهديهم إلى ضلال الناس واللهو واللعب في هذا الشهر، أناس لا يريدون الخير لأنفسهم ولا غيرهم، بل يدفعون الفساد في الأرض وذلك بالاستعداد بكل ما أوتوا من مال وعتاد لإلهاء المسلمين على هذا الشهر وفضائله.يجتمعون في ليلة غاب فيها القمر، وكستها النعمة والضلال بمجرد أن تنتهي أيام رمضان، ليخططوا ويدبروا ما يمكن أن يفعلوه من برامج ومسلسلات وأفلام تبث من قنوات دخلت البيوت بدون أدنى استئذان وسمح لها الكثير منا بأن تدخل وتتربع على الأرائك وتدمر العقول وتلهي الشباب والفتيات عن فترة التراويح والصلاة وتدبر القرآن، برامج ومسلسلات تبث الفجور والرذيلة والفسق وتدمر الأفكار وتعطي الصورة النمطية السيئة عن الأسرة في البلاد الإسلامية وتحطم كل المبادئ والعادات والتقاليد المستمدة من هدي دين الإسلام الحنيف وسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.ناهيك عن كل ما يستجد من برامج وأنشطة تقام في البلاد، وتزداد اشتعالا مع هذا الشهر الكريم.لقد أصبح المسلم متجاذبا من قبل الكثير من الجهات التي تحاول أن تفسد عليه صيامه وقيامه في هذا الشهر الذي من المفروض أنه لابد أن يستثمر أيامه بالاستغفار والتوبة عما مضى طوال العام ويقضي لياليه بالصلاة والتعبد والتسبيح ويحاول أن يبتعد عن كل الزلات التي كانت تصدر من قبله عسى الله تعالى أن يغفر له ما تقدم، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه".ولكن كل تلك الجهات من تلفاز وبرامج خارج المنزل وخيم رمضانية تعزف فيها الأغاني وتجعل الناس في سهر متواصل إلى الفجر لأنه فرصة لإضاعة تلاوة سورة ولحضور حلقة ذكر وتواصل مع الأهل.لقد اتخذوا رمضان لهواً ولعباً، وابتعدوا عن معنى الصوم ومعنى هذا الشهر الذي يأتي من الرمضاء وهو الحر الشديد، الذي يصاب فيه المسلم وهو صائم ولكن الله عز وجل الرحيم بعباده يخفف عنه هذا الحر ويغفر له ويرحمه وهو سبحانه يجزه به.الكثير منا يفرح بهذا الشهر، كل حسب ما يخطط أن يفعله فيه، وللأسف البعض شد حزامه وأرخى ثيابه من أجل السهر أمام التلفاز ومن ثم الذهاب للعمل وجفونه مثقلة بآثار النوم لا يصدق متى ينتهي دوام العمل لينعم بالسرير والجو البارد وفي الغرفة الهادئة حتى صلاة المغرب، وبالتالي يدعي أنه "صائم"!!إن الصوم في شهر رمضان ليس فقط عن الطعام والشراب ومن ثم الإفطار وملء البطون والشعور بالخمول! بل أنه فرصة عظيمة للمسلم أن يبلغ شهر رمضان ليقضي يومه بقراءة القرآن وليله بالصلاة والذكر والاستغفار، ومن بينهم التواصل ومحبة الناس والصدقة على الفقراء والإحساس بهم وهم جياع!أنه شهر رمضان فليحاول كل منا أن يستثمره بما يفيده في دينه ودنياه ولا يخرج منه إلا وقد شعر أن الله قد يغفر له ما تقدم من ذنبه، وجعلنا وإياكم من القادرين على الابتعاد عن اللهو واللعب في هذا الشهر، وكل عام وأنتم بخير.