01 نوفمبر 2025
تسجيلهذا الشهر سوف تنتهي الدراسة وتبدأ الإجازة الصيفية، وبالطبع فإن هذه الإجازة تحتاج إلى ترتيب وتجهيز لكيفية قضائها وخاصة في حالة وجود الأطفال والأبناء في سنوات عمرية مختلفة يحتاجون إلى شيء من الهدوء والراحة بعد تعب سنة كاملة، كما أن الآباء والأمهات في حاجة للاسترخاء والراحة بعد العمل. فالبعض قد جهز حقائبه من أجل رحلة خارجية لإحدى الدول التي تتوفر فيها مقومات السياحة من طبيعة ومنتزهات وشواطئ وغيرها، فادخر مبلغا معينا لذلك لتكاليف الفنادق والسفر بالطائرة حيث ارتفعت التذاكر وحجوزات الفنادق بشكل كبير وغيرها مما كلفه الكثير أو اضطر لسحب سلفة مؤقتة لهذه الرحلة لأنه يشعر أن أسرته تحتاج ذلك ومن حقها رحلة مختلفة ومنهم من اختار أن يقضي الاجازة في بلادنا قطر سواء في فندق أو في منتجع رغم غلاء الأسعار التي ارتفعت بشكل كبير وللأسف دون مراعاة للمواطن أو المقيمين وكأن هذه الأماكن أعدت لذوي الدخل العالي فقط !! بالإضافة إلى اصطحاب أطفاله إلى المجمعات حيث الألعاب الترفيهية التي ترهق الميزانية إذا اصطحبهم أكثر من مرة ويقضي صيفه في اصطياد أي فرصة للتنزه في ربوع بلادنا. إن الصيف وإجازته معادلة صعبة تواجه الأسرة منذ أن وجدت المدارس وأصبح المرء يفكر فيها ليتدبر ماذا سيفعل لأبنائه وللأسف لقد تعود جيل السبعينات والثمانينات وحتى الآن على فكرة السفر رغم ما تكلف المرء من مبالغ كبيرة وخاصة مع تطور الزمن وارتفاع الأسعار، ولكن يمكن للإنسان أن يوازن هذه المعادلة ويبحث عن حلول ملائمة لتناسب الظروف والإمكانيات فله أن يخصص سنة للسفر وبعدها فرصة للاستمتاع بما في بلادنا واستثمار هذه الإجازة فيما ينفع الأبناء من خلال التعرف على هواياتهم ومواهبهم ومحاولة صقلها خلال فترة الصيف، فمع انشغال الوالدين قد يغفل البعض عن التعرف على ما يملكه الأبناء من قدرات وإبداعات تحتاج إلى من يدعمها ويشجعها، والإجازة فرصة كبيرة للجلوس معهم وأخذ الإجازة في نفس وقتهم والاستماع إلى أفكارهم والتنزه مع بعضهم البعض لمزيد من الترابط الاجتماعي الذي قطعته وسائل التواصل الاجتماعي بما تبثه من الكثير من الغث والسمين. فقضاء الوقت مع الأبناء فرصة لمزيد من التلاحم والتعرف على ما يدور في عقولهم ومحاورتهم بهدوء وارشادهم إلى ما هو صواب والبعد عما هو خطأ. والاستفادة من هذه الجلسات بإجراء المسابقات الذهنية والترفيهية بالإضافة إلى التعليمية التي تزيد في وعيهم ومعلوماتهم وتشجيعهم بالجوائز والهدايا لمزيد من المشاركة والتفاعل وخاصة بين أفراد الأسرة كلها مما يجعل إجازتهم ممتعة مع الحرص على عدم السماح وخاصة للأطفال بالتعود على السهر حتى الصباح حتى لا تتأثر صحتهم وبالتالي يقل تركيزهم في العام الدراسي المقبل، كما أن انضمام الصغار بل والكبار من الأبناء من الجنسين إلى مجموعات حفظ القرآن الكريم وتلاوته فرصة عظيمة تحسن من مستواهم العقلي واللغوي وكذلك دخولهم إلى النوادي الصيفية التي تقدم المفيد من الانشطة لهم خلال الصيف وتستثمر أوقاتهم دون أن تضيع على شاشات الكمبيوتر والألعاب الالكترونية والتلفزيون والسهر معها حتى الصباح، وبذلك نكون قد استطعنا ولو بشيء بسيط استثمار الإجازة.