16 سبتمبر 2025
تسجيلفي حوالي الساعة العاشرة مساء تفاجأ بوسعد باتصال من صديقه العزيز بوراشد، فأسرع بالرد على الاتصال قائلا "مرحبا يا بوراشد، عسى ما شر يا ربك ما نسيت شي في المجلس"، فلقد كانوا يجلسون سويا قبل دقائق، فرد بوراشد "يا خوي اللحق علي انا دعمت (أي تعرضت لحادث اصطدام) وأظن السكر نزل ولا شوف قدامي"، استشعر بوسعد خطورة الموقف فرد بنبرة الخوف والهلع "ما تشوف شر ما تشوف شر يا ربك بخير، وينك انت الحين انا جايك" فرد بوراشد "ان شاء الله اني بخير وانا حذاكم (أي بالقرب منكم) في وسط الشارع اللي شماليكم (في الجهة الشمالية) بتشوف سيارتي طالعة فوق الجزيرة اللي في النص (أي سيارتي صعدت فوق الجزيرة)" اغلق بوسعد الهاتف واسرع الى مكان الحادث، وما هي الا دقائق حتى وصل بوسعد الى مكان الحادث، حيث وجد بوراشد في سيارته والعرق يتصبب منه، قال بوسعد لبوراشد "خطاك الشر يخوي انا اتصلت بالاسعاف وهذاهم جاين"، وما هي الا لحظات حتى وصلت سيارة الإسعاف وقام الفريق الطبي بعمل الإسعافات الأولية اللازمة، وبعد ذلك حضرت دورية المرور للوقوف على أسباب الحادث. بعد ان كشف الطبيب المسعف على بوراشد واخذ في الحديث معه بأسلوب احترافي لتهدئته قال له "الحمد لله الآن مؤشراتك الحيوية كلها سليمة واللي حصل لك هو ما نسميه اصطلاحا اضطراب ما بعد الصدمة وبما انك تعاني من السكر فكانت ردة الفعل قوية أدت الى انك شعرت بدوخة وعدم وضوح الرؤية ولكنك الآن الحمد لله بخير"، وما ان انتهى الطبيب المسعف من حديثه حتى وصل شرطي المرور فقال لبوراشد "سلامات ان شاء الله، هل تقدر تتكلم عن شلون حصل الحادث ولا تبغي نخليها وقت ثاني لين نتطمن على صحتك؟". أجاب بوراشد "الله يسلمك، اذا ممكن امر عليكم باجر (أي غدا) بيكون احسن لأني بصراحة احس ان عظامي ماتشيلني (تشبيه عن الخوف او العجز)" قال شرطي المرور "ما فيه مشكلة طال عمرك مرنا بكرة في قسم المرور ونأخذ اقوالك وبنخلص التقرير ان شاء الله"، انتهت الليلة بأن أوصل بوسعد بوراشد الى منزله على ان يذهبا سويا الى قسم المرور في اليوم التالي. في اليوم التالي توجه الاثنان الى قسم المرور والتقيا بالمحقق الذي قال "أولا الحمد لله على السلامة، والآن ممكن توصف لي سبب الحادث" قال بوراشد "والله انا كنت سايق في امان الله، وفجأة ما شفت الا بطبطه (البطبطه هي الدراجة النارية في اللهجة المحلية وجمعها بطابط) شكلها مالت توصيل طلبات أكل طلعت علي عكس السير من شارع فرعي، وما دريت عن نفسي الا وانا ادق ابريك (أي اضغط على الفرامل) واللف بالسكان (عجلة القيادة) علشان ما اصطم (اصطدم) راعي البطبطه، والحمدلله انه الشارع خال ولابه سيارات وراي، ومع لفة السكان ركبت الجزيرة" قال المحقق "ما تشوف شر طيب هل اخذت رقم لوحة البطبطه؟" أجاب بوراشد "الله يهداك طال عمرك وين اشوف اللوحة والحادث حصل في ثوان وانا عقب (بعد) ما ركبت الجزيرة اغمي علي وما حسيت بنفسي". فكر قليلا محقق المرور ثم قال "بصراحة للأسف اذا ما تعرف رقم لوحة البطبطة فما راح نقدر نسوي شي وراح تتغرم إصلاحات تلفيات الشارع وتصلح سيارتك على حسابك" استشاط غضبا بوسعد فقال "شلون يعني والمتسبب بالحادث واللي عرض حياة الاخرين للخطر ما راح تدورونه" أجاب المحقق "للأسف نعم لأنه ما عندي أي معلومات عنه ولا يوجد أي شهود وهذا القانون والنظام طال عمرك". والآن عزيزي القارئ؛ أولا ما رأيك بسيناريو هذه القصة؟ هل تعتقد ان تفاصيلها يمكن ان تحدث مع انتشار دراجات توصيل الطلبات النارية وعدم التزام سائقي هذه المركبات بأبسط قوانين المرور وتعريض حياتهم وحياة الاخرين للخطر؟ ام ان الكاتب بالغ في تهويل خطرهم وإنما هم سائقون ملتزمون ومنضبطون؟. ثانيا: هل ترى ان هناك قبضة مرورية حديدية وصارمة لتطبيق قوانين المرور وردع من تسول له نفسه مخالفة هذه القوانين وتعريض حياة الاخرين للخطر ام ان هذه القبضة مفقودة؟.