23 سبتمبر 2025
تسجيلذكرى مؤلمة تجتاح صدورنا وتدمي خوالجنا ونحن في السنة الثالثة للحصار الجائر، ألمنا ليس في استمرارية الحصار، فنحن نعيش والحمد لله فترة أفضل من قبل الحصار، تجمع بين الإرادة والعزيمة والصبر التي ولدت معها سيل من الإنجازات والمشاريع أبهرت دول العالم في مثل هذه الظروف العصيبة وفي مختلف المجالات آخرها استاد الجنوب الرياضي الذي افتتحه سمو الأمير، حفظه الله مؤخّرا، كأحد المشاريع الرياضية لاستقبال مونديال 22، وما بين التكاتف والانتماء والولاء للأمير والوطن، ولا يخفى ذلك على دول الحصار التي حاولت بكل امكانياتها وإعلامها تأليب وتحريض الشعب القطري على أميره، ولكن يبقى ما هو أشد ألماً وأكثر جراحاً حرماننا بلا ذنب ولا خطيئة من زيارة بيت الله الحرام، ففي مثل هذه الأيام تعود الذكريات الجميلة حيث يشّد الرّحال لتأدية عمرة العشر الأواخر من رمضان التي تعدل حجة، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تعدل حجة « كنّا نعتقد من أصدر هذا القرار الجائر يستشعر ونحن في السنة الثالثة للحصار والمقاطعة بقيمة الشهر وأفضيلته عند الله الذي هو خير من ألف شهر، ترفع فيه الأعمال وتبرز فيه قيم العفو والتسامح والرأفة وتُلقى جسور المقاطعة والتي أمرنا بها الله، حيث لا يقبل صيام المتخاصمين، ومراجعة النفس الأمارة بالسوء، كنّا نعتقد أن من وكُلُّوا بحماية البيت الحرام وعلى أرضه الطاهرة مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعوا بفكرهم أن هذا البيت ليس ملكهم إنما ملك لله وبيت لله فرض على كل مسلم قادر زيارته لتأدية الركن الخامس من أركان الاسلام، ناهيك عن تأدية العمرة، التي يستحب اداؤها في شهر رمضان تقرّبا لله والتماس العفو والمغفرة، فهم يمثلون فقط الحصن الواقي الذي يحمي هذه المقدسات كأمانة إلهية على أرض بيت رسول الله، وقبر رسول الله يجب صونهما والحفاظ عليهما وتيسير زيارتهما، أغلقت الأبواب أمام الحجاج والمعتمرين القطريين بالرغم من الادعاءات الكاذبة بفتحها للراغبين في تأدية المشاعر في عدم وجود بعثة رسمية قطرية، ورحلات طيران مباشرة من الدوحة للمملكة، من يضحك على الآخر؟، كيف الدخول ! وما زالت المملكة وملحقاتها من دول الحصار تكيد وتحرّض ضد قطر، ولكنها لم تغلق أمام رب السموات والأرض حين تصعد الدعوات المشحونة بألم الفراق والبعد والمنع عن أحب بيوت الله الى الله وفِي شهر الاستجابة، ومعها تتراءى أمام أعيننا لافتة نصبت في المدينة المنورة وعلى مقربة من المسجد النبوي الشريف ترحب بالزوار وبعبارات ترحيبية بلغات كثيرة وكتب عليها «السلام عليكم..أهلا وسهلاً بكم « ومن بينها «شالوم « بالعبرية « وتعني السلام، كما تداولتها الوسائط المجتمعية، منتهى الحقد والكراهية والحسد الذي يسير بهذه العقول العقيمة، ولا ننسى سماحها لليهودي الاسرائيلي « بن نيسون « الدخول في المسجد النبوي والتقاط الصور ونشرها وهو يرتدي لباساً عربياً، لكنّها تناست الأمر الذي أصدره النبيّ صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود والنصارى من الجزيرة العربية كلها، فعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لئن عشت إن شاء الله لأخرجّن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلاّ مسلماً « وأوصى أمته بقوله « أخرجوا المشركين من جزيرة العرب «. فأين أنتم من ذلك، أليس الرسول في مفهومنا الديني قدوة ونتباهى بأخلاقه وتعامله، بل أين ميزان الانصاف يا من اتخذتم السياسة سيفا لقطع الطريق أمام مقدساتنا الدينية لزيارتها، بينما فُتح لمن لوثت يداه بدماء المسلمين في القدس واستباح دماءهم، ومن حارب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أهل الشرك والكفر، حجب علينا صوت الأذان الشجي ينطلق من منابرها،. وصوت هديل الحمائم تداعب نسماتها فرحة برزقها،، ودعاء ودموع المصلين مبتهلة لخالقها، كل عام نأمل أن تفتح الأبواب وان يعود أصحاب القرار الجائر في المملكة إلى رشدهم وعقولهم وان يدركوا حرمة المنع وعقابه، ويدركوا حماقة هذا التصرف الذي هو ضد العقيدة وضد حرية العبادة ويناقض الفكر الرشيد، لكّنهم مازالوا مع الأسف في غيّهم مخترقين كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنص على انّ إداء الشعائر الدينية حق لكل مسلم، وله الحرية في ممارستها دون ممانعة أو منّة من أحد ! ولكنها الحكمة المفقودة في القيادة عند اتخاذ القرار « التي دفعتهم الى تسييس الدين، ودسّ الشعوب في متاهاتها المظلمة والظالمة. جعل الله الأيام الأواخر من شهر رمضان فرجا لنا من كل ضيق. وللأمة الاسلامية جمعاء. [email protected]