04 أكتوبر 2025
تسجيلفي خضم الاحتفال الذي اقيم بمركز عيسى الثقافي، بتسليم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، الذي اقيم في المنامة يوم /الأحد/ الماضي، كان الحضور يترقب الفائز بها، وفور الإعلان عن مستحقتها وهي الدكتورة جميلة محمود من ماليزيا، اعتلت الدهشة الجميع لعدم معرفة الكثير عنها، وتساءلنا كيف أنها تقدمت على 15 مرشحا في البداية ثم تقلصوا إلى 11 وأخيرا انحصرت المنافسة في 3 مترشحين. هي في مقدمتهم، وزاد اعجابنا بها عندما عرفنا لاحقا أن الفائزة عملت في مجال الإغاثة من الكوارث والخدمة الإنسانية الشاملة، وهي كانت ضمن المترشحين الثلاثة الذين خضعوا لدراسة مستفيضة.. وفي هذا قال البروفيسور يان بولسن، رئيس هيئة الترشيح للجائزة: بالتأكيد تعتقدون أن الشخص الذي يفوز بالجائزة يستحقها بسبب ميزاته الإنسانية، وهذه السيدة الفائزة بالجائزة تحمل كل الميزات التي أوصلتها لهذه المرتبة، فهي سيدة فاضلة، مشهورة بإنجازاتها المميزة في مجال مساعدة الأفراد والجماعات، سواء في بلدها ماليزيا الشقيقة أو في سواها من البلدان الآسيوية والإفريقية.عرفنا عنها الكثير من خلال سيرتها الذاتية التي قدمت لنا في الحفل، ولم نكن نعلم أن مسارها تميز بالتفاني ونكران الذات من أجل إبلاغ رسالتها الإنسانية ونشر الوعي لحقوق الإنسان. وأنها عملت بجهود شخصية مستهدفة الفئات المحتاجة أكثر من غيرها للدعم والمساندة، وتجاوزت ذلك بدعوة مختلف المؤسسات والمنظمات الحكومية والخاصة للإسهام في جهودها الإنسانية، في داخل ماليزيا وخارجها.اختيار الدكتورة جميلة محمود جاء من منطلق أمانة في التحكيم وحيطة وتحكم بمعايير الموضوعية والإنصاف، وتجرد في الاختيار.. وبينت في كلمتها، أنه من قبيل الصدفة أن تتزامن 1999 تاريخ وفاة المرحوم الشيخ عيسى مع بداية رحلتها في عالم العمل الإنساني، وشرحت كيف أنه كان يؤلمها كثيرا عندما ترى الناس حول العالم يعانون، إما بسبب الصراعات والحروب أو كنتيجة للكوارث الطبيعية.الموضوع الذي نحن بصدده ليس مجرد جائزة وإحسان فحسب، بل إن الموضوع تضامن ومسؤولية، لضمان تمتع الناس الذين يعانون من الأزمات بحقوقهم، وأن يقع تقدير جهودهم وطاقاتهم. ومن هنا كانت انطلاقة هذه السيدة في تأسيس (ميرسي ـ ماليزيا) وهي منظمة أسستها وترأستها لمدة عشر سنوات. وتنشط في 15 دولة وتشتغل مع المجتمعات المحلية والحكومات في القضاء على الحرمان.امرأة بهذا القدر من العطاء لا زالت تحلم بأن تحقق أحد أحلامها الكبيرة، وهو تأسيس مركز يقدم العديد من النماذج وأساليب العمل ويركز على الوقاية من الأزمات، السلام، والمصالحة ويساعد شباب الجنوب على القيادة ويجعل الشعوب المتأثرة بالأزمات هدفا لكل الجهود.. امرأة لا زالت تحلم وهي بهذا العمر المليء بالعطاء ألا تستحق جائزة على قدر من التميز من شخصية عظيمة قدم للإنسانية الكثير، وسلامتكم.