14 سبتمبر 2025
تسجيل* الدين الإسلامي رائع وعميق وحريص على العبادة في كل الأوقات والظروف والمناسبات، وعظمته لم تكن إلا لعظمة خالقنا وربنا الكريم القريب المجيب سبحانه بعطائه وكرمه وتوفيقه لنكون مسلمين بما أرسل إلينا من أنبياء ورسل، وبما تحمله سيد الخلق والعباد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مشقة الدعوة والتبليغ وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وبما أهدانا من معجزة عظيمة تسكن لها الأرواح والقلوب من قرآن يتلى ليوم القيامة. * ومن تلك الطاعات السخية والعظيمة، التي تقرب العبد لله ويذكره عنده وتذكره الملائكة، ذكر الله عز وجل وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم لما فيه من أجر عظيم وثواب ومن سكينة وطمأنينة تتنزل على العبد، ونحن في شهر القرآن.. الذي أنزل فيه القرآن. * {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} الرعد 28، هذه القلوب التي تنشغل بلهو الدنيا، وتتعلق بزينة الدنيا ومتعها، يأتي لها وقت تتعب وتصاب بالألم والحزن والكآبة لانشغالها وبعدها عن الله وروحانية هذا الدين وعظمته، تجدها تبحث عن علاج ودواء يزيل كآبتها وحزنها بما تطرق به أبواب العيادات والمشافي وتنسى سراً عظيماً وهبة أعظم لما في الذكر من شفاء وطمأنينة. * متى ما تذكرنا ورجعنا لنحتضن كتاب الله تلاوة ولنذكر الله تسبيحاً وتهليلاً وتحميداً وتكبيراً تجد الروح والنفس التعبة كمن مسح على آلامها وتعبها لتطمئن وتهدأ وتسكن وترتاح. * ألا يحفزنا ويجعلنا نهرول ونعجل إليه سبحانه قول {فاذكروني أذكركم} البقرة 152، يقول أحد الصالحين والله إني أعلم متى يذكرني ربي، قالوا: متى؟ قال إذا ذكرته فهو سبحانه يقول في كتابه {فاذكروني أذكركم}، ونكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات متى ما ذكرنا الله في الصباح والمساء بالأذكار الشرعية المأثورة عن سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبكل وقت وحين ومكان وحال. * نجد جمال الذكر ونوره في الوجوه جلياً وواضحاً لكل عين تبصر وترى ذلك النور المشع من وجوه كبار السن على الرغم من تقدمهم بالعمر ورغم زحف سنوات السنين بريشتها لترسم تجاعيد.. إلا أن شفاههم وقلوبهم الذاكرة لله على الدوام ترسم بريقاً ونوراً وجمالاً على وجوههم ويحلو الجلوس عندهم لما يكررونه من ذكر لله طوال جلوسهم، ومع ذلك يجهل كثيرون أن أفضل العبادات بعد الفرائض الذكر. * آخر جرة قلم: متى انشغلنا بالذكر والاستغفار فتحت لنا الأبواب المغلقة، ويأتي الرزق من الرزاق سبحانه. كان للحسن البصري مجلس علم يجتمع فيه مع طلابه كل يوم، وفي أحد الأيام جاءه رجل يسأله النصيحة في عدم الإنجاب، فقال له البصري: اذهب واستغفر الله ومرة أخرى يأتيه رجل آخر في مجلس آخر يشتكي الفقر ويريد النصيحة فيقول له البصري: استغفر الله، وفي مجلس ثالث يأتيه أحد الرجال يشتكي الزرع، فيقول له البصري: استغفر الله، فقام أحد تلاميذه وقال له: يا إمام أكلما يأتيك سائل تقول له استغفر الله؟ فقال البصري: يا هذا ألم تقرأ قول الله تعالى {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، كم من ذنوب ومعاصٍ يرتكبها العبد ليلاً ونهاراً، كم من حاجات وأمنيات يطلبها العبد. عندنا الملاذ والسلوى والسكينة والطمأنينة بذكر الله، يقول الله تبارك وتعالى: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم»، اللهم أجعلنا ممن يذكرونك ويستغفرونك ليلاً ونهاراً وممن أنت سبحانك جليسهم متى ذكرناك.. وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. [email protected] @salwaalmulla