20 سبتمبر 2025
تسجيللم أعد قريباً من المعزب كما كنت في السابق، لم يعد يطلبني لمرافقته، لم يعد يشعر بي كما كان في السابق، كلُ ما علي أن أقبض معاشي الشهري، لم أعد احصل منه على عطايا أخرى. لاحظت تغيراً في اهتمامه وسلوكه معي ومع بعض أقراني؛ حينما انضم إلى جوقتنا فداوي من نوع آخر يفهم في البورصة، ويعرف في التجارة ويقرأ التقارير والإحصائيات، هو أحسن حالاً مادياً منا، لكنه يحمل نفس العقلية التي ترى أن القرب من الشيخ قربُ من الدنيا وخيراتها، كل إمكانياتنا أنا وأقراني هي في الاستجابة لطلبات الشيخ، سياقة السيارة، توصيل الطلبات والأولاد، قضاء حاجيات القصر. بينما الفداوي الجديد ينكب معه على أوراق ووصولات ورسومات، لا ندرك كنهها، يطلبه حثيثاً ودائماً ويقعده إلى جانبه، فداويتنا السابقة تغيرت شروطها عندما كان الشيخ يقضي كل أوقاته في القنص والتخييم في الشتاء وفي المجلس. أصبح الآن أكثر انغماساً في مجال "البزنس" إلهي من قاده إلى هذه الفكرة التي ستقضي على مستقبلي ومستقبل أقراني، هذا التغير لست أنا وأقراني مهيئين له بالدرجة التي نحتفظ معها ومكانتنا. سمعت حديثاً مخيفاً بأن المعزب قد يستغني عن خدماتنا بتطوير مجلسه وإدارته بإيجاد طاقم فندقي يلبس الزي الموحد؛ وإن الأصلح منا سيبقى سائقاً لا غير في أحسن الظروف، خاصة أن الشيخ سيترك هواية القنص نهائياً فهي لم تعد مجزية وسيركز على أعماله التجارية أكثر. حاولت أن أتقرب من الفداوي"الجديد" وأسأله عن كيف يمكنني التأقلم مع الوضع الجديد؟ أجاب: بأنني لم أطور نفسي بالشكل الذي طور معه الشيخ نفسه هو اتجه من الترفيه إلى العمل التجاري، وأنت لم تتطور معه لتمتلك إمكانيات التعامل مع وضعه الجديد سواء دراسة أو خبرة. لذلك هو اليوم لا يحتاجك، لأنكم لم تحسبوا يوماً لتغير ذهنيته واهتمامه، مع ما يجتاح العصر من مادية وإدارة أعمال، لقد انتهى دورك، والآن جاء دوري وشهادتي وخبرتي حتى وإن كنا ننتمي إلى نفس الثقافة ونفس العقلية. [email protected]